انت تختار موتك ام حياتك
ماريا صلح و لارين عبود وكارمن كركبي
الكحـول وآثارها الخطرة أثناء القيادة
تواجه مختلف المجتمعات في أيامنا هذه أزمة حقيقية وخانقة تظهر معالمها في ازدياد حوادث السير التي تودي بحياة العديد من الأشخاص ، يعود سببها الى احتساء الكحول والقيادة دون التنبه الى الخطر الذي يواجه السائق وكل من يرافقه. وقد أدت هذه الأزمة الى فقدان عدد كبير من شرائح المجتمع ، خصوصا الفئات الشابة ، وارتفاع في عدد الجرحى والمعوقين. وتظهر هذه الأزمة في لبنان بشكل واضح وخطير ، إذ يتعرض مئات الشباب اللبنانيين لحوادث سير مميتة جراء شرب الكحول ، والافتقار للحلول في ضبط السائقين الذين هم تحت تأثير الكحول يزيد من هذه الأزمة.
تكمن الخطورة في قيام بعض السائقين المخمورين بقيادة مركباتهم معتقدين أنهم بكامل وعيهم وأهليّتهم للقيادة، في حين يكونون واقعين تحت تأثير الكحول ويعانون صعوبة في التركيز وعدم وضوح في الرؤية.
تكون التأثيرات الأولية للكحول على القيادة تأثيرات نفسية حيث تزداد ثقة السائق بنفسه كشعوره المبالَغ بالشجاعة والإقدام ، وتزداد حالته سوءاً بازدياد نسبة الكحول في دمه، فيقوم بتصرفات خطيرة تودي به وبغيره إلى الهلاك.
بينت الدراسات العلمية أن السائقين الذين يتناولون الكحول يتعرضون بشدة لمخاطر حوادث التصادم بالمقارنة مع من لم يتناولوا أي قدر من الكحول، وبيّنت كذلك أن هذه المخاطر تزداد زيادة مطردة بازدياد تركيز الكحول في الدم. وكانت هذه الدراسة بمثابة الأساس الذي ارتُكز عليه في تحديد الحد القانوني المسموح به من الكحول في الدم وفي هواء الزفير في العديد من بلدان العالم، وهو 0,08 غ/دل.
تأثير الكحول على شدة التصادم
أظهرت الأبحاث العلمية التي أجريت في الولايات المتحدة الأميركية على المخاطر النسبية المميتة عند مستويات مختلفة لتركيز الكحول في الدم، أن كل زيادة قدرها 0,02 % في مستوى تركيز الكحول في الدم تُضاعِف خطر التعرض لتصادم مميت مرتين.
وتتفاوت مخاطر حدوث تصادم بحسب عمر السائق وعاداته في شرب الكحول. إن معدلات التصادم للسائقين الذكور من عمر 16-20 عاماً تزيد ثلاث مرات على الأقل على معدل وقوع التصادم المقدر للسائقين الذكور في عمر 25 عاماً فأكثر. كما أن الخطر النسبي للتعرض لإصابة مميتة في حادث تصادم لمركبة واحدة ينخفض بزيادة عمر السائق سواء أكان ذكراً أم أنثى، باستثناء حالات قليلة.
كما أن خطر تعرض السائقين من المراهقين للتصادم يزيد أكثر من خمسة أضعاف على خطر تعرض السائقين من عمر 30 عاما فأكثر. وبينت الدراسات ان السائقين من عمر 20 -30 عاما معرضون لمخاطر تزيد ثلاثة أضعاف على المخاطر التي يتعرض لها السائقون من عمر 30 وأكثر. وثبت أن السائقين من المراهقين الذين يصل تركيز الكحول في دمائهم إلى 0,03 غ/دل ويصطحبون معهم اثنين أو أكثر من الركاب، يتعرضون لمخاطر التصادم بنسبة تزيد 34 ضعفاً على مثيلتها في حالة السائقين من 30 عاماً فأكثر الذين تخلو دمائهم تماماً من أي تركيز للكحول ويحملون معهم في المركبة راكباً واحداً فقط . فنصيحتنا الدائمة للسائقين هي:
إذا تناولت الكحول، لا تقد بنفسك، بل دع سائقاً آخر بكامل وعيه يقود عنك، أو أطلب سيارة أجرة حفاظاً على حياتك وحياة الآخرين!...