الدروز في اسرائيل
من اعداد:تسنيم خليلية وسارة شلابنة واروى دراوشة ويثرب دراوشة
الدروز
- يصل عدد الدروز في إسرائيل إلى نحو 122.000 نسمة, ويُشكلون 1.7% من السكان في الدولة. يعيش معظمهم في المناطق القروية (90%) وتعيش الأغلبية في المناطق الشمالية (70%) وحيفا (25%).
مسألة هوية الدروز في إسرائيل:-
مرت بها الشعوب المختلفة. هنالك العديد من العوامل التي أثرت في تكوين الهوية الدرزية منها:
1- الدروز ومعتقداتهم الدينية:- الدروز يدافعون عن دينهم بغيرة وشدة, ولذلك عاشوا في مواقع جبلية نائية مثل جبال شمال سوريا, لبنان والجليل, وبالتالي حافظوا على دينهم من جهة, وعلى علاقات جيدة مع الأديان الأخرى من جهة ثانية. وقد ساهم ذلك في تشكيل هوية فريدة من نوعها للدروز. ويرى البعض أن الاستمرار في اعتماد هذا المبدأ يمكن أن يؤدي إلى انصهار الدروز في الشعوب الأخرى.
2- ألأصل العرقي للدروز: المؤرخون وعلماء النسب الإنساني مختلفون في آرائهم حول أصل الدروز, ولكن الشعور ألاثني الفريد لديهم ساهم في بناء هوية خاصة بهم.
3- الثقافة الشرقية: لغة الأم عند الدروز هي اللغة العربية مع لهجات مختلفة, ونمط حياة عائلي وفلكلور وتراث وحياة شرقية.
4- التطورات عند الدروز في الدولة الحديثة: عاش الدروز منذ القدم في بلدان دارت بها صراعات سياسية ووطنية, وهكذا تأرجحوا بين ثقافات مختلفة.
كيف يُعرف الدروز أنفسهم؟
هوية قومية أو اثنيه؟ لا يوجد إجماع بشأن هذه المسألة بين الدروز. معظم الدروز يُعرفون أنفسهم على أنهم دروز, أي مجموعة اثنيه درزية منفصلة عن الشعب العربي ومرتبطة مع الدروز الذين يعيشون في بلدان مختلفة. قسم قليل منهم يُعرفون أنفسهم على أنهم عرب, وبالتالي يُشددون على العلاقة مع الشعب العربي. وقسم قليل جداً يُعرفون أنفسهم على أنهم فلسطينيون, مما يؤكد العلاقة مع الشعب الفلسطيني.
الهوية المدنية: الغالبية الساحقة من أبناء الطائفة الدرزية تشدد على مركب المواطنة وتعرف نفسها على أنها إسرائيلية, وبذلك يبرزون رباطهم بدولة إسرائيل.
الهوية الدينية: المركب الديني يعبر عن الانتماء إلى الديانة الدرزية.
إذا كان الأمر كذلك, فهنالك تعريفات مختلفة للهوية الدرزية: درزي-إسرائيلي, عربي-إسرائيلي- درزي, درزي- عربي...
في المجتمع الدرزي من المعتاد التمييز بين رجل الدين الذي يُدعى "عاقل" والرجل غير المتدين والذي يُسمى "جاهل". يُعتبر رجال الدين قادة المجتمع ولهم آراؤهم حتى في المسائل التي ليست دينية. وفقا للعقيدة الدرزية, فأن جميع أفراد الطائفة سواسية, لا فرق بين رجل متدين وغير متدين (عاقل وجاهل), وهذا ليس مهماً من حيث المكانة في حال كان رجل دين في منصب ما أم لا, لأن جميعهم متساوون. المساواة تنطبق أيضاً على النساء. خلافاً للأديان في الشرق الأوسط, للمرأة الدرزية يوجد مكانة مساوية لمكانة الرجل ويمكن أن تشعل مناصب دينية. رجال الدين الدروز يساعدون الطائفة في الحفاظ على وجودها كمجموعة اثنيه دينية مميزة باستخدام المبادئ التوجيهية مثل منع الزواج من خارج المجتمع الدرزي, ومبدأ السرية, وقبول سلطة رجال الدين وقراراتهم في معظم مجالات الحياة.
الأماكن المقدسة للدروز في إسرائيل:
1- قبر النبي شعيب عليه السلام في قرية حطين. وهو المكان الأكثر قداسة لدى الدروز في إسرائيل, وزيارته تكون في تاريخ 25\4 من كل عام. يزور أبناء الطائفة الدرزية القبر على مدار السنة لتُقبل البركات أو للتداول في قضايا تتعلق بالطائفة الدرزية بشكل عام وبدروز إسرائيل بشكل خاص.
2- قبر النبي الخضر عليه السلام موجود في عدد من الأماكن في البلاد إذ أنه تجول لنشر الدين الدرزي, لذلك تم إقامة مقام له في كل مكان وصل إليه. تتم الزيارة لقبره في 25\1 من كل عام.
3- قبر النبي سبلان عليه السلام في قرية حرفيش . وتتم الزيارة في 10\9 من كل عام.
4- قبر النبي زكريا عليه السلام في قرية أبو اسنان في الجليل الغربي.
5- قبر النبي أبو إبراهيم عليه السلام في دالية الكرمل.
6- قبر النبي أبو عبدالله عليه السلام في عسفيا.
7- قبر الست ساره عليها السلام الموجود في أماكن متعددة في البلاد لنفس السبب المذكور سابقاً.
ألحداثة: من مجتمع تقليدي إلى مجتمع عصري (حديث)
المجتمع الدرزي, كبقية المجتمعات, يمر بتغييرات هائلة:
ضعف الإطار الاجتماعي التقليدي: لقد ضعفت وطأة الإطار التقليدي للعائلة الموسعة التي تشمل الأبوين وعائلات الأبناء حتى بعد زواجهم, وهي التي يتحكم بها الأب في معظم المجالات. هذا الإطار العائلي كان يميز المجتمع الدرزي في السابق, أما الآن فقد حلت محله العائلة النواتية التي لا تضم إلا الأبوين والأبناء غير المتزوجين.
يمكن أن نعدد عدة عوامل تؤثر على تغيير ملامح المجتمع الدرزي منها:
1- الخدمة العسكرية:- خلافاً للمسيحيين والمسلمين, فان الشباب الدروز يؤدون الخدمة العسكرية الإجبارية في الجيش, وتصل نسبة المجندين من الدروز في جيش الدفاع الإسرائيلي إلى 83% وتُعتبر أعلى نسبة من جميع المجندين. وهكذا فان الشاب الدرزي إثناء تأديته الخدمة العسكرية الإجبارية يتعرف على أسلوب حياة معاير عن الأسلوب الذي اعتاد عليه في قريته, وهذا يؤدي إلى إضعاف روابطه بعائلته.
2- الاختلاط الأكبر بالمدن المجاورة للالبلدات والقرى الدرزية
1- دالية الكرمل :
تقتصر معظم البلدات والقرى الدرزية في إسرائيل على أبناء الطائفة الدرزية، رغم أن القرن الأخير شهد توطن أقليات مسيحية ومسلمة في بعضها. وهي تقع في شمال البلاد، ومعظمها على رؤوس الجبال، وذلك لاعتبارات دفاعية وعلى خلفية الاضطهاد الذي تعرض له الدروز. وتعتبر بلدة دالية الكرمل أكبر البلدات الدرزية في إسرائيل وتقع في أقصى جنوب خارطة القرى الدرزية في إسرائيل، وعلى جبل الكرمل وفي قلب حديقة الكرمل الوطنية إلى الجنوب الشرقي من حيفا. تأسست البلدة قبل نحو 400 سنة، ويبلغ عدد سكانها من الدروز 13,000 نسمة .
عسفيا :
أما بلدة عسفيا التي تقع هي الأخرى على جبل الكرمل، فقد تم إنشاؤها على أنقاض مستعمرة بيزنطية، حيث يعتقد بعض المؤرخين، بناء على الزخارف وبقايا المقدسات الموجودة على جدران المنازل، بأن القرية كانت في السابق مركزا للصليبيين. وكانت بقايا قرية حوسيفا اليهودية التي يعود عهدها إلى القرن الخامس الميلادي قد تم اكتشافها داخل عسفيا سنة 1930، وقد ضمت كنيسا يتضمن أرضية فسيفساء تحوي بعض الرموز اليهودية ونصا يقول "سلام على إسرائيل" وحوالي 4500 مسكوكة ذهبية تعود للعهد الروماني. أما القرية الحديثة فتأسست في أوائل القرن الثامن عشر، حين كان السكان يعيشون على صناعة زيت الزيتون والعسل وزراعة العنب الفائق الجودة المعروفة به المنطقة. ويبلغ عدد سكان عسفيا نحو 9000 نسمة، يصل نصيب الدروز منهم إلى 70%، والباقون مسيحيون ومسلمون. ويوجد في القرية مقام أبي عبد الله.
شفاعمرو :
وتقع إلى الشمال الشرقي من حيفا مدينة شفاعمرو الضاربة جذورها في العهد القديم، حيث ورد ذكرها في التلمود، وكانت خلال القرن الثاني مقرا لل"سنهدرين"، وهي المحكمة الشرعية والقضائية العليا اليهودية. وقد اضمحلت الطائفة اليهودية التي يعود تاريخها إلى نهاية العصور الوسطى شيئا فشيئا خلال القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين. ويسكن في بلدة شفاعمرو اليوم نحو 27 ألفا من الدروز والمسيحيين والمسلمين، وتحتضن البلدة عددا من الأماكن المقدسة ودور العبادة التابعة للطوائف الثلاث جميعا، كما توجد فيها مساكن للجنود الدروز المسرحين.
المغار :
وفي منطقة شمالية أبعد من شفاعمرو، وفي موقع يطل على بحيرة طبريا تقع قرية المغار التي يعتقد بأنها هي مدينة معاريا التي سكنت فيها عائلة من الكهنة في عهد التلمود. وقد أشارت المراجع التاريخية إلى أشجار الزيتون الكثيرة التي تحيط بالقرية، وهي الأشجار التي ما زالت تنمو بكثرة إلى يومنا هذا. ويبلغ عدد سكان المغار نحو 17,000 شخص، 60% منهم دروز و 20% مسلمون و 20% مسيحيون.
الرامة
وبنيت قرية الرامة البالغ عدد سكانها 7000 نسمة، في موقع بلدة راموت نفتالي التوراتية، وقد اشتهرت بمستواها الثقافي العالي منذ عهد الانتداب البريطاني. حيث كانت نسبة الأطباء والمحامين والمهندسين فيها سنة 1948 أعلى نسبة في القطاع العربي.
سجور
وتقع بجوار الرامة قرية سجور الأصغر منها.
والى الشمال من الرامة، وعلى قمة جبل ميرون (الجرمق)، تقع قرية بيت جن التي ينتمي جميع سكانها إلى الطائفة الدرزية، والتي يبلغ ارتفاعها عن سطح البحر 940 مترا، وهي أعلى نقطة في إسرائيل. ويبلغ عدد سكان القرية حوالي 9000 نسمة. وعلى مسافة غير بعيدة منها تقع قرية البقيعة، وهي إحدى أكثر قرى البلاد قِدَمًا، حيث كثيرا ما ورد ذكرها في المراجع التاريخية اعتبارا من القرن الثالث عشر، بما في ذلك الإشارة إلى كثرة ينابيعها وازدهار بساتينها ومزارعها والطائفة اليهودية الصغيرة المقيمة فيها منذ عهد الهيكل الثاني.
عين الأسد :
وتعتبر قرية عين الأسد القرية الدرزية الوحيدة التي تم إقامتها في القرن العشرين، وتقع بجوار البقيعة. وقد أتى سكانها الأصليون من بيت جن وسوريا ولبنان. أما قرية كفر سميع الواقعة غربي البقيعة فيعتقد بأنها مقامة في موقع بلدة كفار ساما التي أشارت إليها الكتابات العبرية القديمة.
كسرا :
وتقع إلى الجنوب من كفر سميع قرية كسرا، التي كانت أصغر قرية درزية في البلاد في القرن التاسع عشر. أما اليوم فيبلغ تعداد سكانها 3500 نسمة تقريبا. وتجاور كسرا قرية يانوح التي ورد ذكرها في التوراة والتلمود بالإضافة إلى وثائق من عهد الصليبيين. ويقع بجانب القرية مقام النبي شمس المسلم.
يركا :
وتعتبر بلدة يركا البلدة الدرزية المحضة الوحيدة في الجليل الغربي، وتضم أحد أكبر مصانع الشرق الأوسط، وهو مصنع الصلب التابع لشركة الإخوان قضماني. وقد مكن هذا المصنع البلدة من تطوير منطقة صناعية وتجارية كبيرة. ويبلغ عدد سكان البلدة نحو 11,000 شخص، وتحتضن عددا من المواقع الهامة، أهمها ضريح سيدنا أبو السرايا غنايم، وهو عالم كبير من علماء الدروز في القرن الحادي عشر.
أبو سنان :
وتقع في المنطقة بلدة أبو سنان، وهي أيضا من أكبر البلدات الدرزية، وقد ذكرت في وثائق للصليبيين من عام 1250 باعتبارها "قلعة بوسنين". وقد زادت أهميتها في عهد الأمير الدرزي فخر الدين المعني الذي شيد قصرا في البلدة لابنه علي سنة 1617. ويسكن في أبو سنان اليوم حوالي 10,000 شخص، 35% منهم دروز والباقي مسيحيون ومسلمون. وتحتضن البلدة ضريحي النبي زكريا والشيخ الحنبلي.
بيت جن :
وإلى الجنوب من أبو سنان تقع قرية جولس الساكنة، مسقط رأس المرحوم الشيخ أمين طريف الزعيم الروحي الراحل للطائفة الدرزية الذي توفي في شهر أكتوبر تشرين الأول من عام 1993. وكان حفيده السيد صالح طريف أول أبناء الطائفة الدرزية الذي تم تعيينه وزيرا في الحكومة الإسرائيلية.
جت :
ويعيش الدروز في قرية جت الصغيرة الواقعة شمالي شرقي أبو سنان منذ القرن الحادي عشر. وجاء في النصوص المقدسة للدروز ذكر الشيخ أبو عروس الذي كان مسؤولا عن نشر العقيدة الدرزية في المنطقة ودفن في القرية. ويبلغ عدد سكان جت 8000 نسمة.
سميح القاسم (شاعر درزي) :
سميح القاسم أحد أهم وأشهر الشعراء العرب والفلسطينين المعاصرين الذين ارتبط اسمهم بشعر الثورة والمقومة من داخل اراضي العام 48 مؤسس صحيفة كل العرب ورئيس تحريرها الفخري، عضو سابق في الحزب الشيوعي. ولد لعائلة درزية في مدينة الزرقاء يوم 11 مايو 1939، وتعلّم في مدارس الرامة والناصرة. وعلّم في إحدى المدارس، ثم انصرف بعدها إلى نشاطه السياسي في الحزب الشيوعي قبل أن يترك الحزب ليتفرغ لعمله الأدبي.