الاسراء والمعراج 1443 هجري
اسرة المدرسة الابتدائية أ للعلوم والابداع
تهنئة بمناسبة ذكرى الاسراء والمعراج
بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى:
( سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى
الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آَيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ )
صدق الله العظيم
يتقدم طاقم الارشاد العربي للحوسبة في لواء حيفا بأحر التهاني والتبريكات إلى جميع والمركزين والمركزات بهذه المناسبة الكريمة والذكرى العظيمة ذكرى الإسراء والمعراج سائلين المولى أن يعيد هذه الذكرى علينا وعلى الأمة العربية والإسلامية باليمن والخير والعافية وان يلطف بنا وان نلتقي مجدا وقريبا بكل الخير والسعادةوكل عام وأنتم بألف خير
سهى زحالقة وطاقم ارشاد الحوسبة العربي - لواء حيفا
الإسراء والمعراج .. المعجزة الإلهية
الإسراء والمعراج .. رحلتان قدسيتان .. الأولى من المسجد الحرام بمكة إلى المسجد الأقصى بالقدس .. والثانية من المسجد الأقصى عروجا إلى سدرة المنتهى .. معجزة كبرى اختصاصا وتكريما من الله جل جلاله لنبيه صلى الله عليه وسلم وبيانا لشرفه ومكانته عند ربه.
المشهور والمعتمد من أقوال العلماء، أن معجزة "الإسراء والمعراج" وقعت في ليلة السابع والعشرين من شهر رجب، واحتفال المسلمين بهذه الذكرى في ذلك التاريخ هو أمر مشروع ومستحب، وأما الأقوال التي تحرم الاحتفال بهذا الحدث العظيم فهي أقوال لا صحة لها، ولا يجوز الأخذ بها ولا التعويل عليها.
وقالت دار الإفتاء المصرية، إنه يجوز الاحتفال بذكرى الإسراء والمعراج في شهر رجب وجائز شرعا ولا شيء فيه ما دام لم يشتمل على محرمٍ، بل على قرآن وذكر وتذكير، وذلك لعدم ورود النهي.
* ماهي ليلة "الإسراء والمعراج"
في السنة الثانية عشر من البعثة النبوية المشرفة، مر الرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم ـ بأحداث حزينة أحزنت قلبه، لذلك سمي "عام الحزن"، بعدما فقد زوجته خديجة وعمه أبو طالب، وضاقت الأرض به نظراً لما لاقاه من تكذيب من قبل المشركين.
وفي سبيل الدعوة، ذهب الرسول إلى الطائف وحيداً يدعو أهلها إلى الإسلام، لكنهم طردوه وسلطوا عليه صبيانهم وغلمانهم يرمونه بالحجارة فآذوه كثيراً، وسالت الدماء من قدمه الشريف فركن إلى شجرة ودعا ربه.
وفي ظل هذه الظروف الصعبة، من عليه رب العزة وأعطاه هذه الرحلة السماوية تثبيتا وتكريما له، وأراد الله تعالى أن يواسيه ويكرمه بهذه الرحلة العظيمة التي تعد من أعظم معجزاته.
ويرى جمهور العلماء أن الإسراء والمعراج كانا في ليلة واحدة، في حالة من اليقظة بجسده وروحه "صلى الله عليه وسلم"، وهذا ما يدل عليه قول الله سبحانه وتعالى في بداية سورة الإسراء "سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ "، أي بروحه وجسده.
* الرحلة المثيرة
لم تكن رحلة الإسراء والمعراجِ حدثا عاديا بل كانت معجزة إلهية متكاملة أيد الله بها نبيه محمدا عليه الصلاة والسلام، ونصر بها دعوته، إذ أسرى به من المسجد الحرامِ في مكة إلى المسجد الأقصى في مدينة القدس، ثم عرج بِه إلى السماوات العلى، وعن موضع بداية الرحلة هناك قولانِ: الأول أن البداية كانت من المسجِد الحرامِ، إذ كان رسول الله عليه الصلاة والسلام نائما في الحجْرِ، فكانت انطلاقة الرحلة، أما القول الآخر فهو أن بداية الرحلة كانت من بيت أُمم هانئ بنت أَبِي طالب.
تبدأ رحلة الإسراء - كما جاءت على ألسنة الصحابة رضوان الله عليهم - بقدوم ثلاثة ملائكة مكرمين من بينهم جبريل وميكائيل، فأراحوا جسد النبي صلى الله عليه وسلم على ظهره مستقبلًا الأرض وهو نائم، بعد ذلك تم شق صدره الكريم من قبل الملائكة وأخرج قلبه وغسله بماء زمزم، بعدها ملئ قلبه صلى الله عليه وسلم حكمة وإيمانًا، ثم عرضوا عليه لبنا وخمرا، فاختار النبي اللبن فشربه فبشره جبريل بالفطرة.
وجاء جبريل بـ"البراق" وهي دابة أصغر من الفرس وأكبر من الحمار تضع خطوتها عند مد بصرها، فأنزله جبريل مدينة طيبة فصلى بها، ثم أنزله طور سيناء وهو المكان الذي كلم الله فيه النبي موسى عليه السلام فصلى به، ثم بيت لحم حيث ولد النبي عيسى عليه السلام فصلى به، ثم اقترب من بيت المقدس فنزل بباب المسجد وربط البراق، ثم دخل المسجد ليلقى الأنبياء المبعوثين قبله، فسلموا على النبي صلى الله عليه وسلم وصلى بهم ركعتين.
بعد ذلك بدأت أحداث المعراج حيث صعد جبريل بالنبي صلى الله عليه وسلم إلى السماء الدنيا، اطلع النبي في السماء الدنيا على بعض أحداثها، ثم صعد به جبريل إلى السماء الثانية فرأي فيها زكريا وعيسى ابن مريم، ثم صعد به جبريل إلى السماء الثالثة فرأى يوسف عليه السلام، ثم صعد به جبريل إلى السماء فرأى فيها إدريس، ثم إلى الخامسة فرأى فيها هارون، ثم إلى السادسة فرأى فيها موسى، ثم إلى السابعة فرأى فيها إبراهيم عليه السلام، ثم انتهى جبريل بالنبي صلى الله عليه وسلم عند سدرة المنتهى.
أخذ جبريل النبي صلى الله عليه وسلم بعد ذلك إلى الحجاب، فاستلمه ملك آخر وبقي جبريل، فصعد الملك بالنبي حتى وصل إلى عرش الرحمن فأنطقه الله بالتحيات فرد النبي قائلا (التحيات المباركات والصلوات الطبيات لله) وهنا فرضت الصلاة على النبي وأمته خمسين صلاة كل يوم وليلة.
ثم اصطحب جبريل النبي إلى الجنة فرأى فيها من النعيم مالا عين رأت ولا أذن سمعت، ثم رأى النار ونظر إليها وإلى عذابها، بعدها أتيا النبي موسى عليه السلام فسأل النبي أن يرجع إلى الله يسأله التخفيف في الصلاة على أمته، فخفف الله عنه عشرًا، ثم أرجعه موسى إلى الله مرة أخرى يسأله التخفيف، فخفف الله عنه عشرًا، وظل هكذا بين الله وموسى حتى جعلها الله خمس صلوات، بعدها نادى رب العزة على النبي قائلًا (إني قد فرضت عليك وعلى أمتك خمسين صلاة، والخمس بخمسين، وقد أمضيت فريضتي وخففت على عبادي.
* ماذا رأى الرسول في السماوات السبع
رأى النبي صلى الله عليه وسلم نهر الكوثر والذي أختصه الله عز وجل للنبي تكريمًا له، فعن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ أن النبي "صلى الله عليه وسلم" قال: "بينما أنا أسير في الجنة إذا أنا بنهر حافتاه قباب الدر المجوف، قلت ما هذا يا جبريل، قال هذا الكوثر الذي أعطاك ربك، فإذا طينه أو طيبه مسك أذفر" رواه البخاري.
ورأي النبي أهل الجنة وهم ينعمون وبعض أحوال أهل النار وهم يعذبون ومنهم أصحاب الغيبة والنميمة ومن يخوض في أعراض المسلمين.
ومن المشاهد التي رآها رسول الله في السماء الدنيا، حال أكلة أموال اليتامى ظلمًا، وحال الزناة وحال أكلة الربا.
* الموقف بعد الرحلة العظيمة
عندما عاد النبي من رحلته قام بإخبار الناس عنها وعما شاهد فيها، فكانت هذه الرحلة فتنة لكل الأطراف، ماعدا المؤمنين الصادقين الثابتين في إيمانهم، حيث زادت الرحلة من إيمانهم، ومن تثبيتهم على الحق، وكان من بين المصدقين لرسول الله أبوبكر الصديق رضي الله عنه، حيث قال: "إني أصدقه في خبر السماء".
ولكن كانت الرحلة فتنة لضعيفي الإيمان الذين ارتدوا عن الإسلام، وكذبوا النبي في كل ما قاله عن رحلته، أما الكفار فزادت هذه المعجزة الجديدة من حقدهم وحسدهم، فقلبوا الأوضاع دون حياء، وكان على رأس هؤلاء أبوجهل، الذي حرص على جمع الناس ليسمعوا من رسول الله "صلى الله عليه وسلم" ويكذبوه بشدة ويسخروا منه.
* الدروس المستفادة من الإسراء والمعراج
وكما كانت رحلة الإسراء والمعراج معجزة الهية، فقد حملت الكثير من الدروس المستفادة، فقد كانت نقطة تحول في طريق الدعوة إلى الله، وإثبات نبوة النبي صلى الله عليه وسلم وصدقها.
ونال فيها الرسول الكريم جزاء صبره وثباته على الكفار، وكانت تكريما مابعده تكريم لسيدنا محمد باطلاعه على الغيب الذي لا يعلمه أحد إلا الله.
و كشفت مكانة النبي صلى الله عليه وسلم التي لم يحظ بها أحد من أهل السماوات والأرض، كما كانت اختبارا لصبر المؤمنين وصدقهم في اتباعهم لدعوة الإسلام، لأنها فوق مستوى العقل البشري.