مجال برامج الواقع - الريالتي
ריאליטי
مجال برامج الواقع - الرياليتي
ترجمة : سامرة مرعي زيّاد
مراجعة : اباء خطيب نصّار
التدقيق اللغوي : الأستاذ عيد نعامنة
ملخص المجال
برامج الواقع هي من بين أكثر العروض مشاهدة في إسرائيل والعالم.
تحظى هذه البرامج بشعبية واسعة ويكثر الحديث عنها ، في الإعلام وبين الجمهور. مع ذلك ، فإن تأثيرات هذا الجانر على الجمهور والمجتمع ليست مطلقة.
هل « تصوّر» هذه البرامج وضعاً اجتماعياً وتعكس المجتمع الإسرائيلي؟ إلى أي مدى تشوّه هذه البرامج الواقع لصالح الريتنج والربح الاقتصادي؟
إلى أي مدى تستخدم هذه البرامج الصور النمطية (الستيريوتيبات) المألوفة لتمكين الصراعات وتصعيد الأوضاع الاجتماعية؟
الجانر الوثائقي يبدو وكأنه من القطب المعاكس ، وهو الجانر الذي يسعى إلى توثيق الواقع وليس توسطه أو التدخل فيه ، ولكن يبدو أنه بجانب الاختلاف ، يوجد أيضًا قدر كبير من التشابه. سيساعدنا التمعّن في هذين الجانرين على فهم العلاقات بين الإعلام وفهم أو بناء الواقع بشكل أفضل.
60 ثانية من برنامج "צחוק מהעבודה" عن برامج الواقع -الريالتي:
مقال انصح به بشدة : يتناول العلاقة بين جانر تلفزيون الواقع والاعتبارات الاقتصادية للقناة من خلال برنامج "احلى صوت" الذي يبث في قناة ال mbc
برامج الواقع - الريالتي: هي برامج تعرض أشخاصا حقيقيين في الوقت الذي يعيشون فيه أحداثا مخططة أو حقيقية
مميّزات برامج الواقع
الأشخاص يعرضون أنفسهم (ولا يؤدي أدوارهم ممثلون) : المشاركون يجسدون أنفسهم في كل الأحوال ، وهم في كثير من الحالات أناس عاديّون ، بمعنى أنّهم ليسوا ممثلين مهنيين أو شخصيات كانت معروفة قبل البرنامج .
2) ) الحوارات و(بعض) الأحداث التي تضبطها الكاميرا دون سيناريو : لا يوجد سيناريو مسبق . بمعنى أنّ أعمال الشخصيّات ، وردود الفعل عليها تكون عفوية
مشروع تلخيص العقد الأخير لأخبار القناة الثانية (ערוץ 2 - حينها) استمر ليصل الآن لظاهرة الرياليتي- نفس الظاهرة التي يصعب على كل مشاهد تلفزيون تجاهلها . هذه الظاهرة التي لم تكن معروفة قبل 10 سنوات ، واليوم من الصعب تجنبها . ما الذي يقف من وراء الحاجة للتلصص على حياة الآخرين الشخصية ؟
يلخص تسيون نانوس عقدا من جانر الرياليتي - من برنامج "קחי אותי שרון " وحتى برنامج "האח הגדול".
أنواع برامج الواقع
البرامج القائمة على الإنتاج والمشاركين :
وبمسمّى اخر (برامج الاستكفاء - الّتي تلبّي احتياجاتها بنفسها ، وليست بحاجة للخارج). وتضم برامج مثل "البقاء"، "الأعزب"، "ماستر شيف"، أو "عارضات الأزياء"، وفيها يشكّل الإنتاج والمشاركون، الذين يختارهم الإنتاج ، المحرك الأساسي لعمليات الخروج من البرنامج أو الاستمرار والتقدّم فيه . ومع أنّ الجمهور الواسع ، يلعب في هذه البرامج دورا معينا (مثل "إنقاذ" أحد المتنافسين)، فإنّ هذا الدور ليس مركزيا. كما أنّ بعض هذه البرامج يجري داخل "عالم جَيب" مستقل ومعزول (بيئة مبنية، معزولة عن واقع الحياة اليومية للمشاركين، وهي اصطناعية إلى حد ما) .
2. البرامج المعتمدة على الجمهور :
وبمسمى اخر (البرامج التفاعلية) : كبرامج الـ « Idol» وبرامج التنافس بين المهارات الأخرى ، التي يلعب فيها الجمهور دورا أساسيا في إخراج المتنافسين من السباق ، ودفع مرشحين من حلقة إلى أخرى. غالبا ما تُبث هذه البرامج في بث حي ومباشر أمام جمهور في الأستوديو يقوم بدوره بالتفاعل مع البث ومع ما يحدث على المنصة ، وتكون ردود فعله جزءا من البرنامج . يتوجّه المشاركون ومقدّم البرنامج والإنتاج عموما ، إلى هذا الجمهور، وإلى الجمهور في البيت ، بطلب المشاركة الفعالة في البرنامج .
3. وثائقية برامج الواقع- ( الدوكو -رياليتي-) :
هذه البرامج هي عبارة عن مزيج من جانرين: وثائقي وواقعي ، وبالتّالي يمكن اعتبارها أنّها تنتمي لأي نوع من هذه الجانرات. وبالفعل حدثت صراعات صعبة حول صناعة هذا النوع ، على سبيل المثال ، لأي نوع يتم ارسال هذه البرامج لمنافسات ذات جوائز؟ هل للوثائقي ام للواقعي؟ (برامج التي تتناول مضامين والتي تصف واقعا غير عادي - وحدة عسكرية ، غرف الوالدات ، سكن محمي - وما الى ذلك) ، والتي من الممكن ان تثير اهتمام العديد من الجماهير. في هذا النوع من البرامج لا يوجد مهام من قبل الإنتاج ، لا يوجد منافسة على حب الجمهور ولا يوجد اقصاء من قبل المشتركين أو المستقبلين ، بل توثيق لوضع آني ، لكن بساحة واقعية. على سبيل المثال ، برنامج مثل "الوحدة المختلطة" الذي تم بثه على قناة « yes» وتتبّعت الجنود الذين يخدمون في وحدة مختلطة (رجال ونساء) ، لم يكن في هذا البرنامج تمثيل من قبل الإنتاج بل تم إجراء تجنيد عادي، والوحدة تألفت من مجموعة من الشخصيات: شخصيات متحمّسة للغاية وأخرى مستعدة للرحيل ، اغنياء وفقراء، يهود غربيين وشرقيين (اشكنازي ومزرحي) ، ضعفاء واقوياء وهكذا. الوضع الحقيقي: تجنيد إسرائيليين في جيش الدفاع الإسرائيلي ، خلق حالة معقدة ومثيرة للاهتمام ووثق البرنامج ما كان يحدث (دون تدخل علني من الإنتاج).
برنامج اخر هو "بيبي بوم " القناة العاشرة (ערוץ 10- سابقا - ) ، والذي تابع الأزواج الذين يأتون للولادة في المستشفى ، هنا أيضا ، يأتي العديد من الأزواج المتنوعين الذين يستجيبون بأشكال مثيرة للاهتمام للحالة الخاصة للولادة ، ومن هنا جاءت وثائق مثيرة للاهتمام. المثال الثالث هو المسلسل " أربعة وثمانون" الذي بث على قناة "كان11"، ووثق اللقاءات بين أطفال الروضة وكبار السن ، وتتطور العلاقة بينهما. من المهم التأكيد أنّه ببرامج واقعية (رياليتي) أخرى يوجد للإنتاج قوة في تصميم الساحة (تصميم ما يحصل) والتلاعب بالمشتركين والجمهور، في حين ببرامج «الدوكو -رياليتي - وثائقية برامج الواقع» تكون القوة بعمل التلاعب هو بأيدي المبدعين. بمساعدة 56 وسيلة سينمائيّة مثل الصوت، المونتاج، زوايا تصوير والمزيد، فالمنتجين يفهمون الدلالات ويقومون بالتلاعب بالمضمون النهائي.
أسباب نجاح برامج الواقع:
(1) الواقع والخيال – الجانرات التلفزيونية ، من جانرات مختلفة تحظى بالنجاح بفضل قدرتها على التعبير عن الواقع ، وتقريب المشاهد .
(2) التجديد – توجد في هذا الجانر عناصر تجديد ومفاجأة كثيرة . في الواقع فإنّه في حدّ ذاته ليس مضمونا تلفزيونيا جديدا ، ولكنّه «تفرّع» لاتجاهات جديدة ، واتخذ الجانر شكلا جديدا يشوّق ويثير الجمهور .
(3) التلصّص – تنتمي برامج الواقع ظاهرة عامة أكثر وهي "التلصص الوسيط" التلصص على خصوصيات الاخرين ، يثير فضول الكثيرين منّا ، ولكن يكون مصحوبا بشكل طبيعي بإحساس غير مريح . حسب كلورت «التلصص الوسيط» هو استهلاك الصور والمعلومات المتعلقة بحياة الآخرين الّتي تعتبر حياة حقيقية ، ويكون ذلك من طرف واحد في بعض الأحيان ، ومن خلال التلصص على خصوصيتهم ، بهدف الترفيه ، بواسطة وسائل الإعلام. إنّ "التلصص الوسيط" من خلال وسائل الإعلام يعفينا من هذا الشعور غير المريح. وتمكننا من التوجه السهل للزوايا الخاصّة ، والأكثر حساسيّة .
(4) الإنتاج والتصدير: من وجهة نظر طاقم وفريق الإنتاج ، تكاليف برامج الواقع تعبر من الأدنى ، ولا تنطوي على استثمار مالي محفوف بالمخاطر، والأرباح مضمونة بفضل نسبة المشاهدة العالية . فهي سهلة الإنتاج والتوزيع والتصدير الى الأسواق العالمية ، وبالإمكان بيع البرامج نفسها ،القالب ، الفكرة ، لأصحاب امتياز آخرين أو لدول أخرى.
(5) وهم المشاركة الديمقراطية – باستطاعة المشاهدين دعم أو إخراج المتسابقين والتأثير على إرجاع مشاركين تمّ إخراجهم ، وكل ذلك يتم بطريقة سهلة نسبيا : باستطاعتهم التصويت بواسطة رسالة قصيرة من خلال التطبيق او موقع الانترنت ، على ما يبدو توجد في أيدي الجمهور القوة على استمرار الحبكة ، وأيضا القرار من هم الفائزين والخاسرين ، التداخل من خلال المشاهدة والمتعة منها تتزايد ، ومن خلال ذلك يزيد إحساس التضامن والتعاطف لدى المشاهد .
تعدد المعاني- تعدد الدلالات -
تعدّد المعاني الموجودة في النّصّ . الفكرة هي أنّ للنص معانٍ كثيرة ، وليس فقط معنى واحد الذي قصده المرسل أو المعنى الذي يتلاءم مع الأيديولوجية السائدة. طوّر جون فيسك هذه الفكرة فيما يتعلق بالنص التلفزيوني ، والادعاء هو أنّ للنص التلفزيوني معانٍ عديدة لأنّه يحاول جذب أكبر عدد ممكن من الجماهير لتحقيق أعلى نسبة من الربح المادي . النقطة المركزية هي أن أشخاصا مختلفين - من أصول ثقافية مختلفة - يحلّلون النص بطرق مختلفة حسب الثقافة الثانوية الّتي ينتمون إليها. على سبيل المثال ، أشخاص ينتمون لمكانة اجتماعية معينة أو أصل عرقي يعرضون تفسيرًا مختلفًا للنص عن الأشخاص من مكانة اجتماعية ، أو أصول عرقية اخرى (وهكذا أيضا بالنسبة للجندر والوضع المادي ووجهة النظر الأيديولوجية وغيرها) .
هجوم على الفنانة الفلسطينية سما شوفاني بسبب "ذا فويس…"
الجمهور الفعال
المفهوم مستمدّ من التوجه الثقافي للباحث الإعلاميّ هول. المستقبل فعال ويتعامل مع الإعلام ، ولا يقع تحت سيطرته أو أمره . الجمهور يرد على المضامين ، يحاول تغييرها وبالتالي يقدم تفسيرًا ، ومن الممكن أن يؤثر على النص الإعلامي التالي . يمكن التعبير عن نشاط وفعالية الجمهور بعدة طرق: كتابة الرسائل للهيئة ، الرد على المدوّنات . الجمهور النشط والفعّال هو «انتقائي« ، بمعنى أنه يختار بكامل وعيه المضمون المُهتم أو غير المُهتم أن ينكشف عليه ، ويستخدم بحكمة جهاز التحكم الموجود بيده. هذا الجمهور الفعال هو أيضًا جمهور مفسّر: يستهلك محتويات إعلامية ويقوم بمفاوضات مع المحتوى ، وليس بالضرورة بالطريقة التي قصدها المرسل مسبقًا.
الجمهور الخامل: هذا المفهوم مشتق أيضًا من توجه «هول» الثقافي ، ويهدف إلى تعريف نوع الجمهور الموجود في القطب الذي يعارض الجمهور الفعال .
عالم الجيب -
هو عبارة عن بيئة مبنيّة ومنقطعة عن واقع الحياة اليوميّة للمشاركين ، وهي مصطنعة إلى حدّ ما . برامج الواقع القائمة على الإنتاج والمشاركين موجودة ضمن "عالم الجيب" ، وتتيح في كثير من المرات الكشف عن الهوية الداخلية للمشارك ، من خلال تحييد تأثيرات البيئة المحيطة .
التعدّديّة الثّقافيّة -
نظرية الاستخدامات والاشباعات
لأشخاص مختلفين احتياجات مختلفة. كل فرد يحاول تلبية احتياجاته بشكل مختلف . جزء من هذه الاحتياجات توفرها وسائل الإعلام ومن هنا جاء الاسم «الاستخدامات والاشباعات» . كيف يستخدم الأشخاص المختلفين وسائل الاعلام لتلبية احتياجاتهم؟
تحاول نظرية الاستخدامات والإشباعات تفسير الاختلافات في استخدام الأشخاص لوسائل الإعلام . لماذا الاطلاعات على وسائل الإعلام مختلفة بين الأشخاص؟ لماذا يوجد هناك من يفضل الراديو، وآخرون التلفاز وآخرون السينما؟ لماذا يوجد هناك من يقرأ الجريدة الإلكترونية وآخرون يحتاجون الجريدة المطبوعة الورقية؟ لماذا يوجد هناك من يفضل برامج تلفزيون الواقع وآخرون كرة قدم أو مسلسلات درامية؟
الباحثون أصحاب هذه النظرية انطلقوا من نقطة اعتبرت انقلابية في عصرهم: ليس السؤال ماذا يفعل الإعلام بالأشخاص؟ إنّما ماذا يفعل الأشخاص بالإعلام؟ من هنا جاء الاسم ، الاستخدامات والإشباعات: الاستخدامات التي يقوم بها الأشخاص بالإعلام من أجل تلبية احتياجاتهم.
الحاجات التي تلبيها وسائل الإعلام:
الحاجات المعرفية- الاحتياجات التي تتماشى مع تقوية ألمعرفه و المعلومات والإدراك (الفهم) .
2. الحاجات العاطفية - الاحتياجات التي تتماشى مع تقوية التجارب العاطفية ، المتعة والمغامرة الجمالية.
3. الحاجات الاجتماعية- الاحتياجات التي تتماشى مع تقوية الثقة ، الأمان ، الاستقرار والكيان ، وأيضا بتقوية العلاقة العائلية والاجتماعية والعلاقة مع العالم أجمع.
4. الحاجات الهروبية - الاحتياجات التي تتماشى مع الهروب من الواقع.
التمثيل
هو انعكاس أو تصوير لشيء من الواقع . بكلمات اخرى يتطلب التمثيل أن نعكس ونصف ونظهر أو نبيّن شيئا ما موجود في الواقع بواسطة رموز - مثل اللغة ، الكلمات ، الإشارات المرئية ، الصور أو النصوص أو دمج لمختلف الطرق تلك . بكلمات اخرى، التمثيل هو تعبير رمزي لشيء ما من الواقع .
وبالنسبة للإعلام- الإعلام وسيلة مركزية للتمثيل- فهو ينشر بواسطة الرموز (المرئية ، النصية ، والصوتية ) تمثيل لشيء من الواقع . نشرات الأخبار تحاول أن تمثل لنا الواقع على النحو الذي يراه مناسبا كل من الصحفيين ومحرري الأخبار. هنالك برامج تحاول تمثيل المجتمع الإسرائيلي بمواجهة بين ممثلين من القطاعات المختلفة (في برامج الواقع، في حوارات الاستوديو) . فيلم سينمائي يقترح تمثيل قصة حب رومانسية أو مغامرة ، إعلان يقترح تمثيل كل من الرجال والنساء بالشكل الأمثل ، الخ....
ومن الجدير ذكره أنّ هناك فجوة بين التمثيل ( البعد الرمزي) وبين الواقع المطلوب تمثيله . من غير الممكن تمثيل الواقع بشكل كامل . لذلك علينا كطلاب إعلام أن نسأل: ما الفجوات بين الواقع وتمثيله؟ وما أسباب هذه الفجوات؟ ومن تخدم ؟ وكيف يتم تمثيل مجموعات أو ظواهر معينة ولماذا؟ ...
قصة سندريلا المميزة / الستيريوتيبيّة
على المستوى الشخصي - يأتون بقصة انسانية جديدة . يقوم المُنتجون ببناء قصة حول شخصية المُتسابق المُرشح للفوز بحيث تتلاءم مع توقعات الجمهور المؤيد له.
على المستوى الجماعي - عرض صورة روتينيّة للهامش أو المجموعة العرقية بالمقارنة مع التنوع والثراء الثقافي فيها .