الثقافة الرقمية
זירת התרבות הדיגיטלית
مجال الثقافة الرقميّة
ترجمة : سامرة مرعي زيّاد
مراجعة : اباء خطيب نصّار
التدقيق اللغوي : الأستاذ عيد نعامنة
ملخص المجال
يتناول هذا المجال الثقافة الجديدة التي صممتها من بينها وسائل الإعلام الحديثة, الاعلام الرقمي وخاصة في العلاقة بينه وبين مجالات مثل السياسة والاقتصاد والمجتمع وغيرها.
إن التغيرات التكنولوجية الهائلة التي شهدتها العقود الأخيرة والتي أدت إلى ظهور الإعلام الرقمي, المُعتمِد على الحاسوب , لم تقتصر على مجالات الإعلام فحسب، بل أدت أيضا إلى تصميم مختلف لطرق التواصل بيننا، وبالتالي أدت إلى تغييرات في مجالات الحياة الأخرى. في هذا المجال سنتناول مميزات الإعلام الرقمي وعلاقته بمجالات الحياة الأخرى من أجل فهم أفضل الحياة "هنا والآن".
يسعى المجال إلى وضع "إشارات تحذيرية" وتسليط الضوء على الاتجاهات الإيجابية والسلبية للثقافة الرقمية التي شكلتها وسائل الإعلام الحديثة. وهذه الاشارات مطلوبة لأن الشباب لديهم أدوات أقل مقارنة بالثقافة غير الرقمية وبالتالي أقل وعيا لسيئات الثقافة التي يعيشون وينشطون فيها.
أهمية المجال :
(1) هذا المجال ذات صلة كبيرة بالطلاب ويمكن أن يساعدهم في تقريب التعليم منهم. في هذا المجال, هنالك إمكانية إعطاء الطلاب حيّزا أكبر ومبادرة : تكليفهم بتقديم أمثلة جديدة ومحتلنة يبرعون فيها - عادة أفضل من المعلمين.
(2) يرتبط هذا المجال بجميع المجالات التعليميّة وفي كل مرة نقوم فيها بتدريس مجال ما ،من المفضل التطرّق لعلاقته الثقافة الرقمية: الصحافة الرقمية التي تغير الأخبار ، والإعلان في العصر الرقمي ( الاستهداف, الخصوصية) وبناء الواقع في العصر الرقمي والمزيد
المصطلحات الأساسية
الحتمية التكنولوجية
التكنولوجيا هي العامل الذي يحدّد باقي العوامل .في سياقنا - توجّه الحتميّة التكنولوجيّة في السّياق الإعلاميّ - تصمّم تكنولوجيا الإعلام المسيطرة والسائدة في مجتمع ما ، جميع المركّبات الاخرى : المجتمع ، الثّقافة ، طريقة تفكير الأشخاص، وغيرها. نذكر في هذا السّياق ، عبارة "مارشال ماكلوهين" الشّهيرة : الوسيلة هي الرّسالة . أي ، الأقل أهميّة هو المضمون ، بينما ، الوسيلة الّتي تمرّر ذلك المحتوى، هي الرّسالة المركزيّة ، الوسيلة تصمّم الرّسائل . مثلا، مجتمع يرتكز على الإعلام المطبوع ، سيشجّع إرجاء وتأجيل الإشباعات (حرف بحرف ، كلمة بكلمة ، جملة بجملة ، حتى نهاية الكتاب). أو تصمّم الاقتصاد على شكل "الشريط المتحرك" . مجتمع يرتكز على الإعلام الإلكترونيّ مثل التّلفزيون ، سيقلّص الزمان والمكان ، ويصمّم "القرية العالمية" يتمّ فيها ، تحديد الهويّة بين المواطنين في العالم .
من هذه الناحية ، من الجدير التفكير ، ما هي تأثيرات الإعلام الرقميّ (الديجيتاليّ) والشّبكات الاجتماعيّة على حياتنا ؟. مثلا في مجتمع تكون فيه المعلومات بمتناول يد المواطنين طيلة الوقت ، لا حاجة للانتظار ، والكلّ متاح . والتنازل عن قراءة الطرق والخرائط ، واستعمال "الويز"((waze وهكذا. هل تصمّم وسائل الإعلام الحديث مجتمعا جديدا ؟ تفاصيل جديدة ؟
الوسيلة هي الرسالة:
مارشال ماكلوهن يدعي بأن تأثير التكنولوجيا يكمن في طبيعتها وليس في المحتوى الذي يتم نقله من خلالها. كل وسيلة لها لغتها الخاصة ، في كل فترة هنالك سيطرة وسيلة واحدة في المجتمع ، وهذا يجعل المجتمع ينظر إلى الواقع من خلال نظارات نفس الوسيلة.
على سبيل المثال- المصباح الكهربائي ، لا يهم استخدام المصباح الكهربائي ، سواء كان ذلك لإلقاء الضوء على جراحة الدماغ المعقدة أو في لعبة كرة القدم الليلية ، المضمون لا يهم ، ما يهم هو الرسالة المخبأة في التكنولوجية نفسها وهي إبطال الاعتماد على ضوء النهار.
*توجه واسع ومهم حاز على انتقادات كثيرة
* السؤال هو من الذي يؤثر على من؟ التكنولوجيا على المجتمع أو العكس ، أم كلاهما يؤثر على بعضهما البعض؟
* ادعاء توجه الحتمية التكنولوجية هو أن التكنولوجيا تؤثر على المجتمع. يؤدي التغيير التكنولوجي إلى التغيير الاجتماعي ، وسيؤدي التطور التكنولوجي إلى التطور الاجتماعي.
وسائط التواصل الاجتماعي :
الإعلام بشبكة الانترنت ، والذي يعتمد على محتوى المتصفحين . التجديد المركزي الذي أتاحته التكنولوجيا الرقميّة ،هي تبادل الأدوار (بين المرسل والمستقبل): في الإعلام التقليدي هناك "المرسل" من جانب - الذي ينتج المضامين وينشرها ، ومن الجانب الاخر " المستقبِل" الذي يستقبل الرسالة (يستقبل، يفسّر، ويرد). بينما في وسائط التواصل الاجتماعي- الذي تطوّر من خلال شبكة الانترنت - المرسل يعمل كمرسل ومستقبل في ذات الوقت . الإعلام كلّه مرتكز على المحتويات التي ينتجها المرسلون/المستقبلون. يدور الحديث حول " محتوى تعاونيّ "- يمكن أن يكون المحتوى ( نص، صورة، فيديو) ، وفي كثير من الأحيان لا يوجد عليه سيطرة أو رقابة. ينتشر في الانترنت وينكشف للكثير من الناس (أحيانا مع محدوديّات معينة) بكلمات أخرى: المواطنون ينتجون المضمون، ينشرونه ويشاركونه مع الاخرين ، وهكذا تُخلق وتتكوّن المجتمعات (وسائط التواصل الاجتماعي) المرتكزة على اهتمامات واعتبارات تجارية، ثقافية اجتماعية وسياسية الخ.....
وسائط التواصل الاجتماعي تتمّ بمختلف الطرق والمنصات:
בלוגים- المدونات: إقامة موقع الذي يتمّ به إنتاج المحتويات بشكل شخصي.
אתרי וויקי - مواقع ويكي- مثل ويكيبيديا، موقع يعتمد على معلومات ومحتويات يزودها ويعالجها المتصفحون .
רשת חברתית - وسائط التواصل الاجتماعي- مثل فيسبوك، تويتر، انستجرام الخ... منصات اجتماعية تعمل على مشاركة المضامين والمحتويات المختلفة بين الأصدقاء. كل منها يتميز بمحتويات مختلفة (فيديوهات، صور او نصوص) او جمهور هدف معين (تجاري، اجتماعي) او فئة عمرية معينة.
אתרים לשיתוף תמונות/סרטונים -مواقع لمشاركة الصور/الفيديوهات - فليكر، تيك توك يوتيوب – نشر صور وفيديوهات في الويب
الفيك نيوز- الاخبار الكاذبة :
كذب ، يظهر بصورة أخبار جديدة . الاختلاق الكليّ للمعلومات بهدف تضليل القرّاء ، بغية زيادة الحركة في مواقع الإنترنت وصولا إلى جني الربح المادي أو السياسي. الأخبار الكاذبة الّتي تنتحل المصداقيّة والصّحة . توجد مواقع كثيرة على شبكة الانترنت جلّ هدفها نشر معلومات خاطئة ومغلوطة على أنّها معلومات إخباريّة صحيحة وأمينة ، من أجل الربح الماديّ من الإعلانات التجاريّة ، أو من أجل الانحياز السياسي . من المهم أن نذكر أنّه في الثقافة الرقميّة تعتبر وسائط التواصل الاجتماعيّ وسيلة الإعلام الأساسية , والّتي تغمرنا بالمعلومات من اتجاهات مختلفة ، ومن دون القدرة على فحص صحة المعلومات المتنوعة , وفيها يوجد نمو وازدهار للأخبار الكاذبة الفيك نيوز
اعتذار القناة 10 للملياردير شلدون ادلسون
التزييف العميق - الديب فيك
دمج بين شريط صوت وصورة لا ينتسبان لبعضهم البعض ، ولا علاقة بينهم ،حيث تم تزييف أحدهم. ولا يُقصد بذلك "اللصق" فحسب، إنّما الملاءمة التامة بين الصوت والصورة. ما يُميز هذه الظاهرة هو استخدام أسلوب نبيه مصطنع الذي يلائم المظهر مع الصوت بشكل يصعب على الجمهور تمييز التزييف. كلما كان شريط الفيديو فكاهيًا وساخرًا يستطيع الجمهور أن يدرك أنّ المحتوى غير ملائم للشخص الذي يقوله. لكن بسياقات مختلفة يصعب الإدراك أنّه مُصطنع وليس حقيقيًا. أُستخدِم هذا الأسلوب بالمحتويات الفورنوجرافيّة (المواد الإباحية) عندما تم الصاق صورا لنساء مشهورات في افلام اباحية.
ملايين المشاهدات لفيديوهات مزيفة للممثل توم كروز، وتزايد القلق حول "التزيف العميق"
العنف والتنمر الإلكتروني - يشمل التحريض في الشبكة - (العنف والبلطجة في الشبكة )
التنمر الإلكتروني أو عبر الانترنت ، هو سلوك مسبب للضرر، يستخدم منفذوه وسائل تكنولوجيّة ، كالإنترنت ، والشّبكات الاجتماعيّة أو الهاتف المحمول ، بهدف الإساءة والإزعاج والإحراج والتّخويف والاعتداء على الغير. وقد يحدث التنمّر عبر الانترنت ، في جميع وسائل الإعلام الرقميّة ، وقد تكون كلاميّة ، كما قد تتمثل بنشر الصور والأفلام القصيرة . ونحن نتحدث هنا عن سلوك متكرر ، فيه إساءة لاستخدام الصلاحيات أو استخدام للقوة بواسطة الوسائط الإلكترونيّة المذكورة أعلاه .
من الجدير بالمعرفة أيضا ، أنّ نشر محتويات ، وليس فقط إنتاج محتويات مسيئة ، يُعتبر عملا عنيفا وتنمرا الكترونيا وسهولة إنتاج المحتويات المسيئة ونشرها بسرعة وسهولة للجمهور ، يمكن أن يؤدي الى سلوك وتصرف عنيف وبلطجيّ على نطاق متزايد .
تقرير | التنمر الإلكتروني.. بلطجة عبر الإنترنت
الجيل الرقميّ \ وغير الرقميّ - (الأطفال الرقميون\ المهاجرون الرقميون)
الجيل الرقميّ (الأطفال الرقميون) : هم أناس وُلدوا في فترة التواصل فيها بين الأشخاص يتمّ عن طريق الكمبيوتر (شباب اليوم). وُلد الأطفال الرقميون في عالم تحولت فيه الهواتف المحمولة وأجهزة الكمبيوتر، وشبكة الإنترنت بشكل خاص، إلى جزء لا يتجزأ من حياتهم. الأطفال الرقميون بارعون اكثر في تشغيل واستخدام التكنولوجيا من أجل تبني تجديدات تكنولوجية.
الجيل غير الرقميّ (المهاجرون) : هم الذين وُلِدوا قبل هيمنة وسيطرة الحاسوب البيتي وشبكة الانترنت. هم الذين تعلموا الوسائل والمفاهيم الرقمية في مرحلة متأخرة من حياتهم. ولذلك لا تعتبر "لغتهم الأم" (كما في حالة الأطفال الرقميين). , إنّما تعتبر لغة تمّ اكتسابها في سن متأخر. ومن هنا فإنّهم يستصعبون تشغيل وتبني تجديدات تكنولوجية أكثر.
من المفضل الانتباه لانعكاس الأدوار : تماما كما في عملية الهجرة الحقيقية , وأيضا هنا في بعض الأحيان الأولاد يحتلون دور البالغ وبالعكس , عندما يتوجب على الشباب مساعدة البالغين بتشغيل الإعلام الرقمي. هذا يمكن أن يسبب حالات مضحكة مثل اللقاءات عبر منظومة الزوم في زمن الكورونا, ولكن سيغيّر أيضا ميزان القوى داخل العائلة مثلا عندما يحتاج البالغ مساعدة الشاب.
مشاهير الإنترنت :
مشاهير الإنترنت: وهو مفهوم جديد ، تطوّر مع انتشار الثقافة الرقمية ، وتغلغُل الشبكات الاجتماعية في الاتصالات اليومية. في البداية ، بدأ الناس في كتابة المدونات والمواقع الخاصة بمضمون حول مجموعة متنوعة من الموضوعات ، مع انتشار الشبكات الاجتماعية وصفحات /الفيس بوك / يوتيوب ، والانستجرام إلخ ، والتي حلّت محل المواقع والمدونات. من الممكن أن نعتبرها حلّت محل مفهوم "قادة الرأي" لوسائل الإعلام التقليدية. في بعض الأحيان يتمتع هؤلاء الأشخاص بمكانة خارج الشبكة (أي أنهم يأتون من مجالات الترفيه والأزياء ، وبعضهم من المطربين / الفنانين المشهورين) ، ولكن أحيانًا تنبع قوتهم فقط من امتلاك حسابات على وسائط التواصل الاجتماعي مع عدد كبير من المتابعين.
أمثلة: آشلي باكشي ، التي بدأت بترويج مكياج وتطورت لتصبح من مشاهير الشبكة في مجال نمط الحياة ، صفحة تومر اومانسكي على الانستجرام عن الخبز أو صفحة الانستجرام لنوعه روزين حول الطعام والكوكتيلات ، بالإضافة إلى موقع يئير رابي المستقل لنقد الأفلام ، والذي يحظى بتقدير كبير في الصناعة.
من ناحية واحدة، النظرة لصنّاع المضمون الجدد على أنهم أكثر أمانة ومصداقيّة , "يشبهون" الجمهور, ليسوا جزءا من الإعلام المؤسساتي ولذلك يخيّل لنا بأن لا مصالح (تجارية, سياسيّة وغيرها) لهم. من ناحية أخرى: لا توجد رقابة , لا يوجد محررين , لا يوجد مسؤولين , لا احد يفحص المضمون ومصداقيته ويُطلب من الجمهور ان يفحص بنفسه ما الصحيح والجدي وما الأقل صحة ومصداقيّة.
من الواضح اليوم معرفة المشاهير "للتهديد" فأصبحوا يتعاونون تجاريا مع المدوّنين (البلوجريم) والصنّاع الخصوصيين.
الجمهور الماهر يعرف اليوم انه في برنامج المخصص للطبخ يمدحون ويوصون باستعمال أدوات مطبخ معينة دون غيرها لأنه تمّ الدفع مقابل المضمون التسويقي بينما الإنسان العادي الموجود في بيته يبدو صادقا وامينا . من ناحية اخرى, من الواضح اليوم بأنه يتم الدفع للاشخاص الخصوصيين مقابل الظهور بالمدوّنات والمواقع الخاصة.
الثقافة الخوارزميّة + الخوارزميّة (الالغوريتم)
مفهوم في الرياضيات (مصطلح من مجال الرياضيات)، ولكن بسياق الإعلام والمجتمع ، تتبع الخوارزمية للمجال الرقمي في المنهاج ، وبالتالي إلى العديد من المجالات الاخرى. الخوارزمية هي عملية حسابية تمكّن أي منظمة أو مؤسسة القيام بعملية حسابية سريعة جداً: استيعاب الكثير من المعلومات وبناء عليها إخراج وانبعاث المعلومات المناسبة. على سبيل المثال ، كل من الشبكة الاجتماعية أو التطبيق أو الموقع "يتعلم" ويناسب لكل واحد منا رياضيًا ( ما هي التفضيلات الثقافيّة , ما هي عمليات الشراء الاخيرة , ما هي عمليات البحث التي قمنا بها, ما هي المواقع التي كنا نتصفحها ، ومن هم أصدقائنا على الشبكات ، ومن فعل الإعجابات (لايك) ؟ ومن غادر ؟ وما إلى ذلك..." . ولهذا تستطيع ملاءمة لكل واحد منا نتائج بحث مختلفة وتوصيات مختلفة على شبكات التواصل الاجتماعي.
يحدّد الالغوريتم شكل التغذية (الفيد) الخاصة لكل فرد منا على شبكات التواصل الاجتماعية المختلفة: أي الأصدقاء سيكون في المقدمة وأيهم في الأسفل, أي المعلومات يتم التشديد عليها وأيّها يتم تقزيمه, أي الإعلانات تناسبني وأيّها تناسب الآخرين, أي الأفلام المُقترح مشاهدتها لكل مستخدم وفي أي سياق وهكذا.
يمكننا القول أنّ الالغوريتم هو بمثابة الجهاز الذي يحدّد المسار الخاص لكل واحد منا داخل بحر المعلومات في الإعلام الرقميّ فالاغوريتم يقوم بتحديد المضامين التي تظهر لكل واحد منا ويحدّد أهميتها.
من المهم أن نتذكر: أنّ لكل شبكة اجتماعية يوجد من يبرمج ويصمم الالغوريتم المناسب له : الالغوريتم هو سري ولا يعرف المستخدمون كيف يعمل, ولا يمكن مراقبته اجتماعيا او رسميا. المبدأ الظاهر والأساسي هو ان الالغوريتم موجّه ويهدف للربح والمكسب التجاري للشبكات الاجتماعية . بمعنى ان المبدأ التجاري هو الذي يصمم الالغوريتم الذي بدوره يصمم المضامين التي تظهر لكل واحد منا في الشبكات الاجتماعية.
الالغوريتم الخاص بكل شبكة اجتماعية يحدّد المضامين وترتيبها للمستخدمين, ولهذا يوجد له دور في تصميم المجموعات داخل الشبكات الاجتماعية ( أي الأشخاص يتلقون مضامين متشابهة ولأيهم مضامين مختلفة) . مثلا, يحدّد الالغوريتم تركيبة المجموعة هل ستكون المجموعة متجانسة او غير متجانسة ومتنوعة, كما ويحدّد كيفية عرض المضامين لكل واحد منا والتطرف فيها طيلة الوقت - أي لمنع الملل, ولكن لحد ما- من اجل البقاء قي القناة\ الشبكة\ الموقع وعدم الخروج منهم .
الخوف من فوات الشيء - الفومو fomo
يسمى باللغة الإنجليزية Fear of Missing Out FOMO- . والمقصود بهذا المصطلح خوف الفرد من تفويت التجارب والأحداث الاجتماعية التي تدور في نفس الوقت. هنالك قلق قهري من تفويت الفرص والتفاعل الاجتماعي ، أو المناسبات الاجتماعية المختلفة. (كعدم معرفة الشخص بحدوث حفلة ما أو عدم دعوته لها) تطور الإعلام الرقميّ والثقافة الرقميّة - التي أتاحت للناس الاندماج في الحياة الاجتماعية بسهولة وبشكل متواصل طوال الوقت - أدّت للتعلق النفسي بالإنترنت لدى الفرد عند شعوره بالانعزال .
هنالك دائرة سحريّة – الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي تتيح الفرصة للوصول لمحتويات "ولقاءات" اجتماعية طوال الوقت => مما يؤدي للقلق الدائم من تفويت أي شي => الأمر الذي يعزّز التعلق وزيادة الاستخدام لمواقع التواصل الاجتماعي. يدّعي البعض أنّ احدى تأثيرات القلق من فوات الشيء هي الازدياد في المشاهدة بشكل متواصل (binge-watching ).
الأشخاص الذين يعانون - بشكل قليل - من ظاهرة القلق من تفويت الأمور يشاهدون بصورة متقطّعة ، بينما الأشخاص الذين يعانون - بشكل أكثر - من هذا القلق ، يميلون الى المشاهدة المتواصلة binge) ) خوفا من تفويت الأحداث التلفزيونية ، أو من تفويت النقاش حول المحتويات المختلفة في مواقع التواصل الاجتماعي ، أو في المحيط الاجتماعي القريب. ويجدر الاهتمام لكثرة الاستخدام لهذه التعابير في الإعلانات والمضامين الإعلامية: "لا تفوتوا.." ، "لا يفوتكم" ، "لا تضيعوا" ، والتي تتوجه لهذا القلق لدى الجمهور.
معظم الناس مصابون بهذا المرض لكن لا يعلمون | الفومو
فقدان الطفولة
كتب نيل فوستمان في إحدى مؤلفاته عن مصطلح "فقدان الطفولة" ، والذي يعني الانتقال من الإعلام المستند إلى الطباعة ، والإعلام المستند إلى التلفاز . ثقافة الطباعة "خلقت" فترة طفولة ، من منطلق أنّ الأطفال ليسوا "بالغين " بل شيئا آخر. في الإعلام ألمطبوع يكون المضمون مناسبًا لفئة الجيل , حيث يتمّ ملاءمة كتب الأطفال في شكلها (أحرف كبيرة وعلامات ترقيم ورسوم توضيحية ولغة بسيطة) ومن حيث مضمونها بالنسبة للعمر. التلفاز الذي لا يتطلب دراسة طويلة ، يمكن فهمه من جيل صغير، وبالتالي ينكشف الأطفال لمضمون غير مخصص لهم (عنف ، جنس ، جريمة).
الانكشاف لعالم البالغين في سنّ مبكرة يسبب "فقدان الطفولة". التلفاز - الذي يسمح بالمشاهدة دون تدخل ومساعدة من شخص بالغ - يبني الواقع ويربط الأطفال بعالم الكبار في مرحلة مبكرة. وهذا يضعف سلطة الآباء / المعلمين.
في الثقافة الرقمية ، تكون العملية أعمق: فالأطفال رقميّون ، يتقنون التكنولوجيا أفضل من آبائهم ، ويمكن أن ينكشفوا لمحتوى غير مخصّص لهم بسهولة أكبر. في الثقافة الرقمية ، يستهلك كل شخص المضامين شخصيًا على جهاز الكمبيوتر الخاص به ، أو على الهاتف الخاص ، وليس - على سبيل المثال - كما هو في تلفاز غرفة الصالون . لا يعرف الآباء لأي محتويات ينكشف أطفالهم، وفي نفس الوقت ، هنالك محتويات يمكن الوصول إليها عبر الإنترنت أكثر بكثير من البث التلفزيوني. ومن هنا تأتي خطورة انكشاف الأطفال لمحتوى أو مضمون لا يتناسب مع هذه المرحلة من حياتهم (عنف شديد ، مواد إباحية ، إعلانات عدوانية) وكل هذا دون سيطرة أو وساطة أحد الوالدين أو الكبار.
التنشئة الاجتماعية - شرح المصطلح
هي عمليّة يتعلم فيها الفرد بمكانته ووظائفه في المجتمع . عمليّة لا تتوقف أبداً ، من خلال هذه العمليّة ، يتعرّف الشّخص على المجتمع الذي يعيش فيه : قيم المجتمع ومعاييره وأعرافه . الفرد يتعلّم البيئة ، والبيئة تعلّم الفرد كيفيّة التّصرف ، ما هو التّصرف المقبول وما هو التّصرف الشّاذ مجتمعيّا.
تتمّ عمليّة التّعليم من خلال الدراسة وايضا من خلال التعزيزات الإيجابية للسلوك السليم ، والعقوبات السلبية للسلوك غير المقبول ، من مختلف الأطراف في المجتمع. من المتعارف عليه أن هناك عددا من وكلاء التنشئة الاجتماعيّة الأساسيين وهم :
أ. الآباء وأفراد الأسرة – المهيمنة في السنوات الأولى .
ب – أطر ، مثل المدارس ، والتعليم العالي، والخدمة العسكريّة، ومكان العمل.
ج. مجموعة الـمتساويين-الأصدقاء.
د – وسائل الإعلام الجماهيريّ (المكتوبة ، والبث الإذاعيّ - الراديو، التلفاز والإعلانات ، والسينما، وما إلى ذلك). ويرى البعض أنّ وسائل الإعلام ، هي وكيل تنشئة اجتماعيّة الأكثر ثباتا ، لأنّه الأكثر دواما واستقرارا على الإطلاق ، ويرافق الفرد من الطفولة إلى الشيخوخة.
مسلسلات الويب
يدور الحديث عن المسلسلات الّتي تنتشر في الانترنت (غالبا في اليوتيوب) وأصبح لهذه المسلسلات المكانة الخاصّة . غالبية المسلسلات تتميّز بحلقاتها القصيرة ، بتكاليف إنتاج منخفضة بالمقارنة مع التليفزيون التقليدي . التكنولوجيا الرقميّة تمكّن إصدار مضامين بتكاليف أقل ، ولكنّها بنفس الوقت لديها المقدرة أن تصل إلى جمهور واسع أو محدد . في الكثير من الأحيان تعتبر مسلسلات الويب وسيلة للوصول إلى قنوات التلفزيون التجارية المركزية.
في إسرائيل هناك مثالين لمسلسلين بارزين من مسلسلات الويب: "משיח" و"ניר וגלי"- في كلا المسلسلين وصل المنتجين من اليوتيوب لبرنامج "ארץ נהדרת" والحملات الإعلانية.
المنطق التعقبي
في المجتمع والثقافة الرقمية ، تم تطوير منطق من نوع جديد ، والذي يغير موقفنا فيما يتعلق بالتعقّب. تعتمد الثقافة الرقمية على الإعلام الرقمي ووسائط التواصل الاجتماعي ، أي أنّ التعقّب المتبادل هو المبدأ التنظيمي لوسائط التواصل الاجتماعي: أتعقبُ الآخرين ويتعقبني الآخرون. كلما تعقبني الآخرون أكثر، وكلما تعقبتُ الآخرين أكثر ، هكذا يكون الوضع -الاجتماعي والطبقي - أفضل . التعقّب هو شيء إيجابي وجيد. بالإضافة الى ذلك ، لا يمكن لأي شخص نشأ في ثقافة رقمية ، أن يتخيّل البديل على الإطلاق: مجتمع لا نقدم فيه الكثير من المعلومات للآخرين عن حياتنا ولا نتعقب المعلومات المتعلقة بحياة الآخرين.
تشجع الثقافة الرقمية نوعين من التعقب:
التعقب العامودي : التطبيقات والشبكات والشركات التي تتعقبنا وتتعقب "البصمات الرقمية" التي يتركها كل فرد على الشبكة . وبهذا نعطي الإذن لشركات مثل الويز أو الإنستجرام أو جوجل ، لاستخدام المعلومات المتعلقة بنا ، للحصول على خدمات أكثر كفاءة ومجانية منها. نحن نعلم أنهم يتعقبون ويستخدمون هذه المعلومات لمصلحتهم.
التعقب الأفقي : هو تعقب المواطنين من قبل مواطنين آخرين – كل فرد يقوم بتعقب الآخرين ويقوم الآخرون بتعقبه. كل فرد يطمح لان يتعقبه الآخرون - لذلك يكرم بتقديم معلومات عن نفسه وحياته ، وكل فرد يتعقب الآخرين.