مجال الاعلان
פרסום
مجال الاعلان
ترجمة : سامرة مرعي زيّاد
مراجعة : اباء خطيب نصّار
التدقيق اللغوي : الأستاذ عيد نعامنة
ملخّص المجال
في عالم الإعلام المعاصر، تتعلّق القنوات الإعلامية بالإعلان. بدون أرباح صناعة الإعلان ، لن تتمكن وسائل الإعلام من العمل. يحيطنا الإعلان من جميع الجهات: في البث الإذاعي والتلفزيوني ، على المواقع الإلكترونية والشبكات الاجتماعية ، على اللافتات الإعلانية على جانب الطريق ، في البث الإذاعي أثناء القيادة والمزيد.
تعرض الإعلانات صورا وتشبيهات "مثاليّة" وهكذا تحدّد طموح المجتمع الموجودة فيه : كيف يبدو الرجل / المرأة / الأسرة / المنزل إلخ... المثاليين. ومن خلال ذلك، يعتبر الإعلان بمثابة وكيل تهيئة اجتماعية مهم وأساسي الذي يعلم الأفراد في المجتمع إلى أين يمكن أن يطمحوا .
المصطلحات الاساسيّة
الإعلان
الإعلان : وهو عبارة عن نقل الرسائل ، بطريقة مدفوعة الأجر، و هوية معروفة، بغية تحقيق أهداف تسويقيّة من خلال طرف ثالث. يُستخدم الإعلان كوسيلة للإعلام الإقناعيّ ، ليس من أجل بيع المنتج، أو الخدمة، فقط، بل ومن أجل دفع فكرة معينة (كمحاربة حوادث السير، أو تنظيم ما، أو شخص معين (الإعلان السياسيّ قُبيل الانتخابات .
الحملة الاعلانيّة التجارية
الحملة الاعلانيّة التجاريّة : هي حملة نشر معلومات تتعلق بمنتج، أو خدمة، أو بفكرة ما، بهدف زيادة البيع، وذلك من خلال نشر الإعلانات في الصحف، ونصب اللافتات في الشوارع، وبث البرامج الدعائيّة في الراديو والتلفزيون . وتسعى الإعلانات التجارية إلى بيع المنتج بهدف جني الكسب والربح المادي
الحملة الإعلانيّة الاجتماعيّة
الحملة الإعلانيّة الاجتماعيّة : هي عبارة عن حملة ، تهدف إلى دفع أهداف وخدمات اجتماعية ، ليس لغاية الكسب المادّي (الحملة الداعية إلى الإقلاع عن التدخين، أو إلى وضع حزام الأمان أثناء السياقة، أو إلى عدم السياقة تحت تأثير الكحول... الخ)
الحملة المتخفية
هو الإعلان التجاري المتخفي لإعلان اجتماعي.الجمهور "تعلّم" جانر الاعلان حتى أنّه طوّر "آليات دفاع" ضده. لهذا، تستخدم شركات الإعلان أسلوبًا من خلاله "تغلّف" الرسالة الإعلانية التجارية في مجموعة متنوعة ومضمون يشبه الإعلان الاجتماعي. ينكشف الجمهور لمضمون تجاري عن طريق المضمون الاجتماعي. انطلقت شركة "نايك" في حملة تركز على تعظيم النساء ، كجزء من الحملة التجارية. أنشأت شركة "سلكوم" عدة مقاطع فيديو الّتي تضع في سلّم الأولوية "تقبل الآخر " , " العائلة كقيمة عليا" وهكذا . يتم بناء الإعلان كفيديو قصير مع قصة حول القيم الاجتماعية, لكن بمساعدة القيم الاجتماعية , الهدف النهائي هو بيع رزم الاتصالات الهاتفية للشركة.
في بعض الأحيان يكون هناك تعاون بين شركة تجارية وجمعية اجتماعية أو شركة تجارية ستروج قيما معينة ، وأحيانًا يكون هذا نوعًا من التمويه . الخلاصة هي نفسها: استخدام القيم الاجتماعية للترويج والربح التجاري.
الأخلاقيات في الإعلان
هي عبارة عن مجموعة من القوانين والضّوابط والرموز والأعراف ، الّتي تسعى إلى تحديد معايير في مجال الإعلان . ومن النّقاط الأساسيّة لأخلاقيّات الإعلان : تمييز المضمون وتشخيصه كإعلان ، تقديم المعلومات الصحيحة ، وبدافع جيد ، تجنّب تضليل المستهلك ، تجنّب استخدام الخوف ، وتشجيع العنف ، المحافظة على خصوصيّات المستهلك، والإدراك أنّ الإعلان الموجّه إلى القاصرين ينبغي أن يكون ملائما لجيلهم .
حسب المرشد "الأخلاقيات في الإعلان" الذي أصدرته سلطة البث الثانية هنالك قواعد يجب على المُعلنين وصنّاع الإعلان الالتزام بها وأهمها:
كرامة الإنسان
عدم التعامل مع الإنسان كغرض , أداة أو بأسلوب غير إنساني .
عدم التعامل مع إنسان ينتمي لفئة اجتماعية معينة بشكل مسيء.
عدم المس بحرية الإنسان الاساسية مثل عدم نشر حالات عنف كلامي او جسدي، إكراه…
يجب عرض القيود التي من شأنها أن تحد بحرية التعبير عن الرأي بهدف حماية الآخر (الحفاظ على السمعة الحسنة..)
عدم المس بالذوق العام
- عدم بث مضامين تجعل الفرد يشعر بعدم الارتياح والارتباك والتحطيم.
عدم المس بمشاعر الجمهور
- عدم المس بالقيم الأساسية للمجموعة.
- عدم التطرق بسخرية وتهكم لرموز تراثية ، دينية، وطنية لدى فئات ومجموعات عرقية.
الجنس والتعري في الاعلان
- ممنوع عرض علاقات جنسية بشكل واضح او كل ما يفهم منها .
- ممنوع التلميح لعلاقات جنسية او التطرّق بشكل واضح للمجال الجنسي الخاص بشخص ما.
- يمنع عرض أشخاص عاريين بشكل واضح.
تصرف غير لائق
- يمنع استخدام العنف (الكلامي والجسدي)الذي يهدف للمس المقصود بشخص او فئة معينة.
منع إعلان شركة اتصالات بعنوان "الشريحة لازم ترجع"، من العرض وذلك بدعوى أنه يحرض على العنف ضد الأبناء، وذلك بعد إظهار الإعلان أب يصفع ابنه على وجهه بعد طلب الابن منه تحديد مكان شريحة الاتصالات القديمة وذلك بشكل ساخر.
كان الادعاء : "إن الإعلان يُرسخ لمعايير تربوية خاطئة من خلال تصويره لأب يصفع ابنه، وهو على فراش المرض لطلبه شريحة الشركة غير المستخدمة ….
الجنس في الإعلانات التجارية
لا يعرض الجنس بطريقة واضحة أو ضمنية ، في الوقت الفعلي أو في الصور أو التمثيلات الأخرى التي ترتبط بشكل واضح بالمساحة الجنسية الحميمة للشخص.
يُحظر تقديم عري أمامي كامل وفي المرأة أيضًا قمة ، واضحًا أو ضمنيًا.
متى يُسمح باستخدام الجنس؟
عندما يكون هناك صلة بعالم المحتوى الخاص بالمنتج ، شرط أن لا يسبب الاستخدام في صدمة ، الإذلال أو الإضرار. وفي أي حال ، يجب أن تكون ساعات وضع الإعلان محدودة.
التدريج (الريتنج)
هو عبارة عن تقدير نسبة المشاهدة لبرنامج تلفزيوني معيّن. كلّما كانت نسبة المشاهدة أعلى ، كان عدد المشاهدين أعلى. التلفزيون التجاري بحاجة إلى معطيات حول نسبة المشاهدة، ليتسنّى له تحديد سعر الإعلانات التجارية الّتي يبثها، فكلّما حظي البرنامج بنسبة مشاهدة أعلى ، كان بالإمكان طلب مبالغ أعلى مقابل وقت الإعلان التجاري فيه.
العلاقة بين الريتنج والإعلان التجاري
- ما هو الريتنج ؟ ويسمى أيضا بالـتدريج وهو عبارة عن تقدير نسبة المشاهدة لبرنامج تلفزيوني معين. كلما كانت نسبة المشاهدة أعلى كان عدد المشاهدين أعلى.
التلفزيون التجاري بحاجة إلى معطيات حول نسبة المشاهدة ليتسنى له تحديد سعر الإعلانات التجارية التي يبثها، فكلما حظي البرنامج بنسبة مشاهدة أعلى كان بالإمكان طلب مبالغ أعلى مقابل وقت الإعلان التجاري فيه.
الإعلام التجاري يموّل من الإعلانات التجارية لذلك فهو مقيّد بقيود الريتنج
الإعلان المبطن (الخفي)
الإعلان المبطن عبارة عن "إدخال متعمّد العلامات التجارية إلى المحتويات الإعلامية " بمعنى ، أنّ منتجي المضامين في الإعلام يدخلون الماركات والعلامات التجارية والاعتبارات الماديّة والاقتصادية ، كجزء من المحتوى الإعلامي ، دون الإشارة إليها كإعلان تجاري . ويمكن أن يكون ذلك ماركات وعلامات تجارية في برنامج دراما ، أو فقرة ضمن البرامج الصباحيّة ، أو تغطية موضوع في برنامج اقتصادي. إنّ عملية إدخال العلامة التجارية إلى المحتوى الإنتاجي الإعلامي هي الّتي تحرك المنتج أو المعلن . استخدام الاعلان المبطن ليس أمرا جديدا ، بل تعود بداياته إلى صناعة السينما في سنوات الأربعين من القرن العشرين، وقد طرأ قُبيل أواخر القرن الماضي ازدياد ملحوظ وكبير، على استخدام الإعلان المبطن في التلفزيون ، أمّا في العقد الأخير من القرن العشرين ، فقد أصبح المعلنون يرون في الإعلان المبطن مركبا تسويقيا مركزيا في النموذج التجاري للاقتصاد الإعلامي.
يخصص المعلنون ميزانيّات كبيرة للغاية للإعلان المبطّن ، كما يُلاحظ أن بعض المنتجين يعتمدون على تلك الميزانيّات كمصادر تمويل انتاجاتهم. تعود بعض أسباب الازدياد في استخدام الإعلان المبطّن إلى الهبوط الحاصل في التأثير الذي يتركه الإعلان العلني، أي الإعلانات الّتي تبث خلال الفاصل الإعلاني في التلفزيون والراديو. وينبع هذا التراجع من اتجاهين يميزان البيئة الإعلاميّة التسويقيّة الجديدة: الأول هو الاستخدام المتزايد للأجهزة الرقميّة في بناء جدول برامج شخصي وانتقائي يتيح تجاوز البرامج الإعلانية. وقد أصبح الأطفال وأبناء الشبيبة يتعلمون منذ سن مبكرة كيف يستخدمون الأجهزة الرقمية المتاحة لهم، ومن المتوقع لهذه الأنماط السلوكية أن ترافقهم طوال الوقت وتؤدي إلى تعزيز هذا الاتجاه. أمّا الاتجاه الثاني فهو التراجع الملحوظ في نسبة المشاهدة خلال البرامج الاعلانية ، والإعلانات أثناء المشاهدة العادية، حيث يجري التنقل خلال بث الإعلانات بين قنوات أخرى، أو ترك الشاشة كليا، والانشغال بأمور أخرى، وبضمنها أجهزة إعلامية صغيرة.
يمكن أن يظهر الإعلان المبطّن في المحتويات المتنوعة وبأشكال مختلفة: استعمال العلامات التجارية والماركات ، شراء فقرات في البرامج الصباحية ، تصميم عناوين في البرامج الاقتصادية والاستهلاك وغيرها.
توجد إمكانيات متنوعة ومختلفة للإعلان الخفي :
تقديم علامة تجارية (الماركة) بطريقة غير محسوسة (وضع زجاجة مشروب امام لجنة الحكم)
ذكر العلامة التجارية (الماركة) بالبرنامج ، يتحدث المقدمون أو الشخصيات في المسلسل عن علامة تجارية معينة وليس أخرى
تغطية ماركة معينة كجزء من البرنامج دون ذكر المقابل المادي للتغطية ، مثلا في البرامج الصباحية ، برامج العقارات والحقوق ، مشاريع خاصة في مواقع الانترنت .
تصميم استوديو أو استخدام لون معين يتم تحديده مع العلامة التجارية (الاستوديو البنفسجي في برنامج "כוכב נולד" الذي تمّ تمويله من قبل شركة سيلكوم ، والتغيير للاستوديو الأحمر بتمويل من شركة كوكا كولا ، وغيرها)
في السنوات الأخيرة ، هناك ازدياد في استخدام الإعلانات الخفية ، وتعتمد الكثير من الانتاجات عليها من اجل تمويل المضمون او المحتوى.
هنالك تراجع وانخفاض بالاستجابة للإعلانات التجارية ، الناس يتخطون مشاهدة الفواصل الإعلانية ، كما وان في الثقافة الرقمية يكون من المريح أكثر التخلي عن الإعلانات التجارية.
لما تفك ما حتسك - كلك حركات - بيعطيك جوانح..
إذا قريت أو سمعت هذه العبارات السابقة شو الشي اللي يخطر فبالك وقتها؟
هذا هو السلوجان المميّز الذي يعتبر أحد أهم عوامل نجاح الحملات التسويقية :
الأضرار الكامنة في الإعلان الخفي (المبطن)
من المهم أن نفهم المضمون الإعلامي يختلف عن الإعلان
عملية الاعلان المبطن تهدف إلى تشويش التمييز بين المضمون الاعلامي والاعلان ، لكي لا يستطيع المشاهد التمييز بينهما. وفي الوقت الذي يتناول فيه منتجو المضمون الإعلامي (الصحافيون وكاتبو السيناريوهات والمخرجون وغيرهم) العمل الذي يهدف، بشكل عام، إلى خلق خطاب عام، فإن رجال التسويق (مديري العلامات التجارية ورجال الإعلان والتسويق وغيرهم) يُعنون بالعمل الذي يهدف إلى استخدام الخطاب العام من أجل التأثير على الجمهور وتشجيعه على القيام بالعمل الذي يعود عليهم بالربح.
2. الإعلان المبطن يمس بنا كمواطنين
تُعتبر وسائل الإعلام الجماهيري هي الحيز الذي يجري فيه الخطاب العام، وذلك استنادا إلى الاعتقاد بأن "اللاعبين" في هذا الحيز ذوو مصداقية، وهذه مسألة حيوية وضرورية لوجود الديمقراطية برمتها. عندما يقوم بعض "اللاعبين" بنقل الرسائل التي تكمن وراءها مصلحة أخرى، تجارية، فإنهم، في الواقع، يلوثون هذا الحيز ويشوهونه برسائل ذات طابع تضليلي.
الخطر هو أن يفقد الجمهور الواسع ، عندما يدرك أنه لا يمتلك القدرة على التمييز بين المضمون الإعلامي والرسالة الإعلانية، ثقته بالرسائل التي تنقلها وسائل الإعلام وتنعدم القدرة على إجراء الخطاب الحر ذي المصداقية في ذلك الحيز العام.
3. الإعلان المبطن بمس بنا كمستهلكين
يمتلك المستهلكون الحق في تمييز الرسالة الاعلانية لكي يتسنى لهم التعامل معها بحذر وبشكل ناقد.
هذا الحق يحفظه قانون حماية المستهلك. يبدو للوهلة الأولى أن عملية الإعلان المبطن تقع ضمن هذا التعريف القانوني، لأن من بين أهداف الإعلان المبطن التستر على الدافع التجاري الكامن خلف الرسائل التي تسعى الماركات التجارية إلى دفعها.
المضمون المُمَوَّل
المضمون الذي يظهر في وسائل الإعلام، ولكن ليس بخلفيّه صحفية (عمل صحفيّ أو اعتبارات صحفيّة )، بل هيئة تمويلية تدفع مقابل تقديم المضمون إلى المتلقين. في بعض الأحيان يتمّ تمييز المحتوى الممول {بحرف م} ، وأحيانا يشار إلى أن المحتوى\ المقالة\ الخبر تمّت كتابته بالتعاون مع... أي ليس عملا صحفيا عاديا، ولكن بالتعاون مع جهة خارجية التي دفعت أموالا لإدخال المضمون والمحتوى في وسائل الإعلام.
نتكلم عن نوع من الإعلان المبطن والمضمون التسويقي- أحيانا يتم تمييزه بشكل صحيح وبالإمكان معرفة أنّه مضمون تم تقديمه لاعتبارات اقتصادية ، وأحيانا التأشير وتمييزه يكون ضعيفا أو اتاحة للجمهور، وبالتالي يكون أقرب إلى الإعلان المبطن.
النزعة الاستهلاكية (ثقافة الاستهلاك)
هي نظام اجتماعي واقتصادي ، يشجع استهلاك المنتجات والخدمات كقيمة مركزية . يَستخدم العديد من النّقّاد الاجتماعيون مصطلحَ النزعة الاستهلاكية (ثقافة الاستهلاك ) في وصفهم للسلوك الاستهلاكي المميز للمجتمع، ولا سيما في العالم الغربي. ويشير النقد إلى أنّ الوسيلة الأساسية المتوفرة بأيدي الشركات لتغيير الوعي الاستهلاكي هي الإعلان الذي يؤدي إلى خلق الطلب المصطنع.
في فيلم الجزيرة الوثائقية "استبداد الصورة" يفسر أستاذ السيميائيات (علم يدرّس ويحلل دلالات الصورة) في جامعة محمد الخامس بالرباط سعيد بنكراد الدور الذي تلعبه شركات التسويق في ملاعبة رغبات المتلقي.
فهذه الشركات عند تفكيرها في تنفيذ إعلان تجاري معين فإن هدفها الرئيسي هو المستهلك لا المنُتَج نفسه، وبالتالي فهي تلعب على نقطة أبعد داخل المستهلك وهي رغباته واحتياجاته، والصورة تساعد على تحقيق ذلك أسرع من الكلمة.
لذلك يكون انتقاء صور الإعلانات التجارية من منطلق ما ستُحدثه الصورة من تأثير في ذهن المتلقي بشكل لا شعوري، ولأن اللعب على المشاعر هو أسهل الوسائل وأكثرها ضمانًا، تنجح الإعلانات في بيع الشعور الذي تريده، وهو ما يسميه بنكراد برمجة الإنسان.
النشاط الاجتماعي
هو عبارة عن تحرُّك اجتماعي فاعل يقود نحو تغييرات اجتماعية في العديد من المجالات. المواطنة الفعّالة هي تلك التي تكون غايتها إحداث التغيير في المجتمع.
جزء من كونك مواطن في دولة ديمقراطية ، هو القُدرة في التّعبير بحرية عن مواقفك ، ومن ضِمن ذلك القدرة على المُناشدة من أجل تغيير الوضع القائم. يصعب على غالبية المواطنين كسر نمط الحياة بهدف إجراء تغيير، لكن بشكل عام هناك أشخاصٌ يشاركون في فعاليات تهدف إلى تغيير الوضع.
يصعب على المواطن "البسيط" إحداث تغيير لكونه غير موجود بمكانة تؤهله بأن يَقود تغييرا ما (المقصود بالمكانة رجال السياسية او متخذو القرارات في الدولة - مثلا - ) ومن اجل ذلك يحتاج المواطنون الى الإعلام.
يستطيع الإعلام من خلال الجدول اليومي الإعلامي طرح مواقف وأفكار من اجل تغيير الوضع:
يستطيع الإعلام أن يُشكل ضغط جماهيري على مُتخذي القرارات.
يستطيع الإعلام أن يُظهر للمواطنين المُتباعدين والذين لا يعرفون بعضهم بعض أنّهم متماثلون بالمواقف، كما يستطيع تكوين مجموعات/ جماعات معينة.
يستطيع الإعلام تجنيد موارد ونشطاء إضافيين من أجل التغيير.
يستطيع الإعلام نشر معطيات عن تلك المواضيع وعن الذين يَدْعون للمشاركة بالفعاليات.
يستطيع الإعلام استضافة مختصين لعرض تحليلات عن المعطيات والمعلومات التي تتعلق بالمواضيع المطروحة للجدال.
كما اسلفنا سابقًا، إنّ وظيفة الإعلام كسلطة رابعة يُحتّم عليه الوقوف أمام/ ضد السلطة ومؤسسة الحكم: البحث عن اسقاطات ومشاكل، عرض النقد عن مؤسسات الحكم للجمهور، والمناداة بتغيير الإخفاقات (التي سببتها الحكومة)
من الجدير ذكره، أنّ اليوم في عصر الشبكات الاجتماعية، يبحث النشطاء من أجل التغيير عن مساندة الاعلام العام كأداة مركزية في العمل للتغيير الاجتماعي.
الطرق لخلق نشاط اجتماعي
● اقتراحات عادية لجدول الأعمال : اقتراح قضية للنقاش بالكنيست ، بهدف شملها في جدول الأعمال . يطرح عضو الكنيست الاقتراح بشكل ملخّص ومكتوب ورئاسة الكنيست تصادق على عرضه في جلسة الكنيست.
● رسالة لعضو الكنيست: من ناحية النشاط الاجتماعي، الهدف هو التعبير عن موقف ما من أجل التأثير على موقف عضو الكنيست، أعماله وكيفية تصويته لكي تحظى الرسالة باهتمام عضو الكنيست من المهم أن تكون قصيرة، واضحة ، تتوجه لصلب الموضوع وبالأساس موجهة جيّدا إلى هدفها وتخدمه.
استعمال استراتيجيّة تسويقيّة: إحدى الطرق لدفع النشاط /النضال الاجتماعي هو استعمال استراتيجيّة تسويقيّة تمكّن زيادة ظهور النشاط/ النضال في الحيّز الاعلامي، السياسي، والجماهيري. والطرق هي:
التسويق المباشر: توجيه الرسالة بشكل مباشر عن طريق رسالة، فاكس، البريد الالكتروني، تلفون ورسالة نصيّة SMS ومن المهم الاعتماد على وسيلة اقناعيّة مثل صفحة على شبكات التواصل الاجتماعي، موقع في الانترنت ...
التسويق غير المباشر: إيجاد العوامل والجهات التي تعتبر طرفا ثالثا ذات الاهتمام المتبادل لدفع الفكرة الاجتماعية- السياسية مثل : الجمعيات الاجتماعيّة وغيرها.
شبكات التواصل الاجتماعي والنشاط الاجتماعي
وسائل التواصل الاجتماعي قوة هائلة قادرة على إحداث التغيير
الصورة النمطيّة ( الستيريوتيب)
التعميم ، هي عملية والّتي يقوم بها الفرد بتعميم صفة أو فكرة على مجموعة محدّدة من الناس ، ويشمل التعميم كل الأفراد في هذه المجموعة الثقافية (كل البولنديين هم كذا ، وكل المتديّنين هم كذا) . إجمالا تتم القولبة تجاه مجموعات عرقية ، هوية وجندر.
من المهم أن نعرف، جميعنا يفكر بطريقة مقولبة لأنّها تساعدنا على التعامل مع الكثير من المعلومات في وقت قصير. وذلك لأنّنا لا نستطيع أن نعالج كثرة المعلومات بطريقة محدّدة وأن نحكم على كل إنسان لوحده، نحن نستخدم الاختصارات - التفكير المقولب (النساء هن.. الرجال هم.. من يلبس كذا هو... وهكذا) .
من المهم أن نختبر التمثيلات النمطيّة في الإعلام: مثلا القوالب النمطيّة العرقيّة في التغطية الإخبارية، القوال النمطيّة الجندرية في بث الرياضة أو الإعلانات الخ..
من بوادر ثورة التغيير في عالم القولبة بالاعلانات
عندما تقوم شركة كبيرة مثل جيليت بوضع إعلان مثل هذا - مثير ورائع ، لأنهم يعتقدون أنه سيكون مفيدًا لمصالحهم التجارية ، لأنهم يعرفون أن عصر التحرش والعنف والشهوة يقترب حقًا من نهايته وهم يريدون أن تكون على الجانب الصحيح من التاريخ. الإعلان يتحدى الصور النمطية القديمة للرجولة الشوفينية ، ويطلب من الرجال التدخل في مواجهة الظلم والعنف وأن يصبحوا نموذجًا مختلفًا لأطفالهم ( مرفق الفيديو مقالة تشرح النقد الموجه للإعلان)
توجه الرسالة العقلاني
يُعرف هذا التوجه باسم "توجه البيع الصعب"، ويقوم هذا التوجه على محاولة الإقناع ونقل المعلومات حول عمل المنتج وفعله، والفائدة المرجوة منه، وإيجابيّاته البارزة. ويتمّ ذلك، في الغالب، من خلال طرح ادّعاءات مباشرة ، وشروحات واضحة، بل ومن خلال تقديم المعطيات المقارنة أحيانا. تدمج هذه الطريقة بين المعلومات النصية (المقروءة) والمعلومات البصرية (المرئية) الكثيرة حول المنتج وخصائصه (مركباته المفصلة، وصْفه، سعره، عرض صور المنتج نفسه، وصور العبوات والتغليف... الخ).
يُطلق على الاعلانات التي تعتمد هذه الطريقة اسم "الإعلانات المعلوماتية".
توجه الرسالة العاطفي
يُعرف باسم "توجه البيع الليّن"، وهو يعتمد على الفرضيّة القائلة : "إن السبيل إلى إثارة اهتمام المستهلكين بالرسالة هو من خلال التجارب والإثارات العاطفية".
تركز مثل هذه الإعلانات على بناء منظومة إيحائيّة تربط بين شراء المنتج، أو الماركة، أو استخدامهما، من جهة، وبين تلبية الحاجات النفسيّة، والاجتماعيّة، أو الرمزيّة، لدى جمهور الهدف للإعلان التجاري، من جهة أخرى. والمنظومة الإيحائيّة لا تهدف إلى بيع المنتج بشكل فوري، بل تهدف إلى خلق الانطباع لدى جمهور الهدف بشكل يؤثر على اتخاذ المستهلك لقراراته على مدى أبعد.
الإعلانات الّتي تعتمد هذه الطريقة لا توفر معلومات عن المنتج المعلن عنه ، بل تخلق حوله جوّا جذّابا بالنسبة للمستهلك ، يضمن له خوض تجربة خاصّة عند استخدامه للمنتج، أو الماركة، المعلن عنهما. ويطلق على الاعلانات التي تعتمد هذا التوجه اسم "الإعلانات العاطفيّة"، وهي تجمع بين السّرد والدراما الّتي تقص لجمهور الهدف قصّة (بأسلوب نصّيّ أو بأسلوب بصريّ) مع التقليل من كميّة المعلومات النصّيّة، أو البصرية، حول المنتج المعلن عنه.