تأثير الإعلام على الحيّز العام
-השפעת התקשורת על המרחב הציבורי
النافذة للمجالات - تأثير الإعلام على الحيّز العام
ترجمة : سامرة مرعي زيّاد
مراجعة : اباء خطيب نصّار
التدقيق اللغوي : الأستاذ عيد نعامنة
نظرية تحديد الأولويات
نظرية تحديد الأولويات تتناول وظيفة وسائل الإعلام في تصميم جدول الأعمال، وظيفة وسائل الإعلام في طرح مواضيع للنقاش الجماهيري.
الفرضيات الأساسية -
للإعلام دور في تحديد السؤال "بماذا سيفكر الجمهور" ، بأي مواضيع / الأشخاص سيتحدث عنها الجمهور؟
ما يظهر في وسائل الإعلام يعتبره المواطنون أكثر أهمية من المواضيع/ الأشخاص الذين لا يظهرون في وسائل الإعلام
ما يظهر بشكل بارز في الإعلام (الخبر الأول في النشرة ، المنشور الأول في الصفحة ( الفيد) الصورة على الصفحة الرئيسية للموقع ، وما إلى ذلك) يعتبره الجمهور على أنه أكثر أهمية من المواضيع / الأشخاص الذين لا يتم ابرازهم والتشديد عليهم.
الإعلام لديه القدرة على التأثير على تصميم جدول الأعمال الجماهيري - يمكن أن يؤثر على تحديد المواضيع على أنها مهمة \غير مهمة من قبل المواطنين
بكلمات اخرى:
تشير هذه النظرية للطريقة التي تؤثر بها وسائل الإعلام على المجتمع.
يتعلم الجمهور عن أهمية الموضوع من خلال التشديد عليه وإبرازه في وسائل الإعلام
حجم التغطية ومدى النقاش بموضوع معين يحددان مدى الانتباه الذي يحظى به الموضوع بقرب الجمهور ومكانه على جدول الأعمال الجماهيري.
ملك وسائل الإعلام القوّة على تحديد اهمية المواضيع التي تُطرح على جدول الاعمال الجماهيري، طرح الموضوع او اخفاءه (كبر العنوان، الصورة، اللون، مكان النشر وغيرها)
التمثيل
هو انعكاس أو تصوير لشيء من الواقع . بكلمات اخرى يتطلب التمثيل أن نعكس/ نصف/ نظهر أو نبيّن شيئا ما موجود في الواقع بواسطة رموز – (رموز مثل اللغة، الكلمات، الإشارات المرئية، الصور أو النصوص أو دمج لمختلف الطرق تلك). بكلمات أخرى، التمثيل هو تعبير رمزي لشيء ما من الواقع.
وبالنسبة للإعلام- الإعلام وسيلة مركزية للتمثيل- فهو ينشر بواسطة الرموز (المرئية، النصية، والصوتية ) تمثيل لشيء من الواقع.
نشرات الأخبار تحاول أن تمثل لنا الواقع على النحو الذي يراه مناسبا كل من الصحفيين ومحرري الأخبار. هنالك برامج تحاول تمثيل المجتمع الإسرائيلي بمواجهة بين ممثلين من القطاعات المختلفة (في برامج الواقع، في حوارات الاستوديو). فيلم سينمائي يقترح تمثيل قصة حب رومانسية أو مغامرة، إعلان يقترح تمثيل كل من الرجال والنساء بالشكل الأمثل ، الخ....
ومن الجدير ذكره أنّ هناك فجوة بين التمثيل ( البعد الرمزي) وبين الواقع المطلوب تمثيله. من غير الممكن تمثيل الواقع بشكل كامل.
ترتبط كل مسألة التمثيل في مصطلح بناء الواقع. التمثيل لا يمكن أن يحل محل الواقع. من ناحية أخرى ، نستخدم وسائل الإعلام لفهم الواقع والتعرف على الواقع من حولنا ومن ثم نحن نواجه التوتر بين التمثيل والواقع: لا يمكننا أن نكون في كل مكان في جميع الأوقات ، فنحن نريد بشدّة ونحتاج ويجب أن نعرف عن الواقع و نفهم الواقع ، لكن أدواتنا الوحيدة للقيام بذلك هي من صنع الإعلام الذي يصنع تمثيل الواقع وليس الواقع نفسه.
العنف في الإعلام
الإعلام مشبع بالمضامين العنيفة. في جميع الجانرات، يمكن تمييز الضامين العنيفة العلنية والخفية : . الافلام ، الدراما ، الرياضة، الإعلانات التجارية ، مقاطع الفيديو ، الأخبار وحتى مسلسلات الأطفال والرسوم المتحركة …
المضامين العنيفة تنقسم الى العنف الجسدي والعنف الكلامي، في البرامج الكوميدية والترفيهية نجد العديد من عناصر العنف.
أسباب وجود العنف في وسائل الإعلام
الواقع الحقيقي الذي نعيشه مشبع بالعنف ولذلك ليس مفاجئا ان يعكس الإعلام ،كجزء من هذا الواقع، العنف الموجود فيه.
الريتنج (التدريج)- الجمهور "يحب" المضامين العنيفة . تثير هذه المضامين ردود فعل عاطفية قوية لدى الجمهور
الازدياد في التطرف- وسائل الإعلام ، التي تسعى للحصول على تدريج عال ، بحاجة إلى التنويع و "رفع" مستوى العنف باستمرار.
مضامين واضحة- يحب الجمهور القصة الواضحة: الشرير مقابل الطيب ، الرابح مقابل الخاسر.
مضامين عالمية وسهلة الفهم - من السهل والمريح تسويق العنف ، إنه " لغة مفهومة"للجميع في العالم.
هل يؤثر العنف في الإعلام على المشاهدين؟
النظريات التي تتناول العنف في الإعلام ،تجيب على السؤال كيف يؤثر العنف المعروض على المشاهدين ، وهل يزيد من العنف الفعلي في الواقع
نظرية التطهير : الانكشاف للعنف في وسائل الإعلام يمكن أن يقلل من السلوك والتصرف العنيف ، فالجمهور يستطيع "تفريغ "التوترات اليومية من خلال مشاهدته للعنف في وسائل الإعلام ( بدلا من التصرف بشكل عنيف) .
نظرية التعلم والتقليد : الانكشاف لمضامين إعلامية عنيفة قد يؤدي لتقليد التصرف العنيف الذي تمت مشاهدته في الإعلام. على المدى القصير- تصرف عنيف بعد مشاهدة العنف في الإعلام . على المدى البعيد - التعلم من خلال التهيئة الاجتماعية بأن العنف هو طريقة شرعية ومريحة لحل المشاكل.
نظرية تحفيز العنف: المضامين العنيفة تحفّز وتثير العنف. عند مشاهدة تحدٍ عنيف في التيك توك أو فيلم اكشن او العنف في الأخبار فإن هذا يثير ويحفز التصرف العنيف لدى الجمهور (على سبيل المثال عند الخروج من مباراة عنيفة أو فيلم اكشن) .
4. نظرية تعزيز الصفات القائمة -استهلاك المضامين العنيفة لا يغيّر التصرف ، إنما يعزّز الموجود : الجمهور الذي توجد لديه القابليّة والدافعيّة للعنف يتصرف بعنف بعد مشاهدته لمضامين عنيفة . الجمهور الذي يرفض التصرف العنيف ، يستعمل المضامين العنيفة «لتفريغ» التوترات دون التصرف بعنف . أي أن الإعلام لا يغيّر التصرف والسلوك انما يعزز السلوك والتصرف الموجود لدى كل فرد .
تنسب النظريات الأربع تأثيرًا مختلفًا على السلوك العنيف للمشاهدين:
* ترى نظرية التطهير أن العنف لا يسبب سلوكًا عنيفًا للمشاهدين بل على العكس حيث ان مشاهدة العنف تسمح للمشاهدين بالتخلص من الاحباط والغضب دون التصرف بعنف.
* ترى نظرية التحفيز على العنف أن مشاهدة العنف تسبب الإثارة والتحفيز وبالتالي تؤدي إلى سلوك عنيف من جانب المشاهدين.
* تنص نظرية التعلم والتقليد على أن مشاهدة العنف تجعل المشاهدين يقلدون سلوك الأبطال الذين يتعرفون عليهم ، وبالتالي السلوك العنيف للمشاهدين.
* تنص نظرية تعزيز الصفات القائمة على أن العنف في الإعلام لا يسبب سلوكًا عنيفًا للمشاهدين ولكنه يعزّز اتجاهًا قائمًا ( اي العنيف يصبح اكثر عنيفا والشخص الأقل عنفا يصبح اقل عنفا)
التعددية الثقافية
التعددية الثقافية - مصطلح يشير إلى الحوار ، الاحترام المتبادل ، قبول الاختلاف ، التسامح وخلق قاسم مشترك مع الثقافات الأخرى ومع الناس من الثقافات الأخرى. في هذا النوع من المجتمعات هناك تأكيد وتقوية الاختلافات بين الثقافات .
يؤكد هذا المصطلح على التعددية كعنصر أساسي في المجتمع ، ولا تخفي الاختلافات بين الهويات المختلفة. في مجتمع متعدد الثقافات لا يوجد تسلسل هرمي ثقافي. في هذا المجتمع المتعدد لا يوجد التقسيم إلى ثقافة "متفوقة ومفضلة" وثقافة "أدنى" وإنما يفضّل ثقافة متنوعة وغير موّحدة.
المصطلحات الأساسية
الثقافة: مجموعة من القيم والأعراف والرموز والعلامات المشتركة بين عدة أشخاص. على سبيل المثال: تختلف الثقافة الإسرائيلية اختلافًا طفيفًا عن الثقافة الأمريكية ومختلفة جدًا عن الثقافة الهنديّة.
الهوية: جميع الخصائص والعلامات الفارقة التي تميز شخصًا معينًا. حسب هوية الشخص يمكن للمرء أن يعرفه ويميزه عن الآخرين.
الصورة النمطية -الستيريوتيب : التعميم ، هي عملية والّتي يقوم بها الفرد بتعميم صفة أو فكرة على مجموعة محدّدة من الناس ،استخدام مميزات التي تبرز التشابه والاختلاف الأمر الذي يؤدي أحيانا للفصل والكراهية بين المجموعات . يشمل التعميم كل الأفراد في هذه المجموعة الثقافية (كل البولنديين هم كذا ، وكل المتديّنين هم كذا).
التمثيل: هو انعكاس أو تصوير لشيء ما من الواقع "الحقيقي" ، الإعلام يقوم بتمثيل مجموعات معيّنة مثل: رجال الشرطة ، ممرضات وأطباء ، تتميز الشخصيات بمستوى من السطحيّة واحيانا التطرّف ، وتستخدم وسائل الإعلام رموزًا وصورًا نمطية مألوفة بهدف الوصول الى عدد مشاهدين أكبر
( ريتنج أعلى)
المجتمع التعدّديّ: هو المجتمع الذي يعترف بالتنوع الثقافي والاجتماعي لكافة السكان ، يعترف بالاختلاف والهويات المختلفة التي تعيش داخله. يعترف المجتمع بحق كل فرد وكل مجموعة بالتعبير عن الآراء والمواقف المختلفة والحفاظ على الهوية الخاصة والمميزة ، تنفيذ الحقوق - وكل ذلك باطار قوانين الديمقراطية.
* يتكون المجتمع في إسرائيل من مجموعات ثقافية وعرقية مختلفة.
* لكل مجموعة\ هوية يوجد منظومة من المعتقدات الأساسية ، الأساطير واالايتوس وتعني لطّباع المميزة ، وهذا المجمل يصمّم الهوية الذاتيّة الممبزة للمجموعة وأفرادها. يُنظر إلى هذه الهوية على أنها مختلفة عن الهويات الأخرى.
*** الأسطورة - مجموعة من القصص والتقاليد لمجموعة معينة التي تشكل جزءًا من ثقافتها. الأسطورة لها علاقة بالرموز. والرموز تعبّر عن قيم المجتمع نفسه .
** الإيتوس- مجمل الطباع المميزة لشعب ما أو فترة من الزمن . الايتوس والطابع الذي ميّز فترة قيام الدولة هو الطابع الطلائعي للزراعة ، التضحية من أجل الوطن والاكتفاء بالقليل. في ذلك الوقت كانت الرغبة الأساسية للشعب هي خلق شخصية جديدة للإسرائيلي الطلائعي ، رجل الأرض، من خلال التبرُّؤ من مميزات المنفى والجالية . إحدى العادات الشائعة التي كانت في تلك الفترة - هي تغيير أسماء القادمين الجدد إلى أسماء عبرية.
لقد فشل فرن الصهر لأن الثقافات المختلفة وخاصة الشرقية رفضت التخلي والتنازل عن تميّزها وثقافتها.
الانتقال إلى التعددية
بدأ الشرقيون في العمل ضد التمييز من خلال الحركات الاحتجاجية ونجحوا في النضال من أجل تغيير الحكومة في عام 1977 ، صعود الليكود كممثل للشرقيين. حّول الانقلاب المجتمع الإسرائيلي لمجتمع متنوع وغير متجانس ، يتألف من مجموعات مختلفة تختلف عن بعضها البعض من حيث الانتماء القومي،الديني ،العرقي ،السياسي ، إلخ.
اليوم ، تعترف الدولة بحق المجموعات المختلفة في الحفاظ على تميّزها . بمعنى آخر ، يتم استبدال فكرة فرن الصهر بفكرة التعددية ، والادراك لوجود انقسامات وشقوق اجتماعية بين المجموعات المختلفة التي يسود التوتر والاستقطاب فيما بينها.
هل هناك تعدديّة ثقافيّة في الإعلام؟
منذ حرب يوم الغفران ، أصبح الإعلام الإسرائيلي أكثر انتقادًا للحكومة وسياساتها. في الثمانينيات ، بدأت المناشدات لمنح تمثيل سياسي وإعلامي لمختلف المجموعات الدينية ، الوطنية والجنسية في المجتمع الإسرائيلي.
تعدّد القنوات الإعلامية في السنوات الأخيرة يسرّع عملية التعددية الثقافية . إن التحول من الإعلام المركزي إلى الإعلام اللامركزي يعزّز فكرة التعددية الثقافية. يتم منح المزيد والمزيد من المجموعات منبرًا للتعبير عن آرائهم وبلورة هوياتهم من خلال وسائل الإعلام. مثلاَ : قناة مكان للعرب، وقناة "يسرائيل بلوس" للقادمين من روسيا…
يمكن أن تؤدي عمليات التنوع الثقافي هذه إلى تعددية ثقافيّة، تقبل الاختلاف كجزء لا يتجزأ من المجتمع الإسرائيلي ، مع الحفاظ على وجود دولة إسرائيل كدولة يهودية ، ولكنها قد تؤدي أيضًا إلى ازدياد الفجوة بين أجزاء المجتمع واحتداد صراعات القوى بينها.
معضلة المجتمع الإسرائيلي:
من ناحية ، تتصارع المجموعات المختلفة مع بعضها البعض ، الخطاب هو عنيف وعدواني ، لا يوجد تقبّل وأهمية للآخر ، لا توجد حتى محاولة للتعرف عليه ، انما فقط وعظه وهناك رفض متبادل بين المجموعات. مما يدل على أننا بعيدون كل البعد عن التعددية الثقافية.
من ناحية أخرى ، هناك إمكانية للعيش في مجتمع واحد يتم فيه الحوار والنقاش والانفتاح. نحن نشهد تعدد القنوات، الترجمة إلى لغات مختلفة وتمثيل المجموعات في الأخبار وكل ذلك قد يكون محاولة للتعدديّة الثقافية والتي قد نرى بدايتها الان .