حوادث الطرق بسبب المخدرات
اعداد: الياس سخنيني وجورج بلان
احصاء
المخدرات والحوادث
احتلّت إسرائيل حتى قبل عامين المكان الثاني في اوروبا في مجال استهلاك المشروبات الكحوليّة في أوساط الشبيبة – وقدّ تناول %19 من الشباب و%8 من الشابات المشروبات الكحولية في سنّ 11، مرّة في الأسبوع على الأقل – إنّ منع بيع المشروبات الكحوليّة للقاصرين في ساعات الليل وتشديد العقوبة المفروضة والإعلام الصحيح وتكثيف نشاطات الشرطة، أدّت إلى تغيير في التوجّه – ولكن ما زالت هناك حاجة لتغيير العادات المتّبعة عند قضاء الوقت – عن الكحول والشباب وجودة الحياة.
مدير عام السلطة الوطنية لمكافحة المخدرات والكحول
في ليلة السبت، 4 أيار\مايو من هذا العام، احتفلت عائلة غادي فيخمن من مدينة بئر السبع بعيد ميلاد الابنة التي بلغت عامين. وبعد ساعات معدودة قتل غادي طعنًا بالسكين في بطنه. حيث لمّ يتوقف الشباب الذين جلسوا في ساعات المساء والليل في حديقة قريبة من بيته عن الصراخ وكسر القناني، وشربوا حتى الثمالة. وعندما لمّ يتوقّف الضجيج، خرج غادي من بيته باتجاه المجموعة وطلب من الشبان التوقّف عن الإزعاج لكيّ يكون بإمكان ابنته الخلود إلى النوم. عندما اقترب إليهم هاجمه أحد الشبان ونطحه وطعنه في صدره بواسطة قنينة مكسورة كان يحملها في يده حيث لفظ غادي أنفاسه الأخيرة وخرّ ميّتًا.
هناك علاقة وثيقة جدًا بين استهلاك الكحول الذي أصبح جزءًا لا يتجزّأ من ثقافة قضاء الوقت لدى أبناء الشبيبة في إسرائيل وبين العنف والبلطجة وحوادث السير وأحداث الضياع. تشير الأبحاث إلى أنّ مصدر %70 من حالات العنف الجسدي والعنف الكلامي في العالم الغربي ناتجة عن استهلاك مبالغ به من الكحول. إنّ استهلاك القاصرين في إسرائيل للكحول لمّ يُعتبر ولا يُعتبر حتّى الآن مخالفة للقانون، حيث تتحدّث البنود المختلفة للقانون عن مخالفات جنائية في هذا المجال فقط بالنسبة لحمل القاصر على تناول الكحول أو بيع الكحول للقاصر وطبعًا السياقة تحت تأثير الكحول. وتشير معطيات استطلاع الرأي الذي قامت به السلطة الوطنية لمكافحة المخدرات والكحول عام 2009، إلى أنّه من بين أبناء السبيبة إعتاد ما بين %17 حتى %34 منهم على تناول الكحول بشكل مبالغ به (خمسة مشروبات كحولية أو أكثير في فترة زمنية تطال عدّة ساعات فقط مرّة في الشهر). وتبيّن من استطلاع الرأي بأنّ %19 من الشباب و%8 من الشابات في سنّ 11 تناولوا المشروبات الكحولية مرّة في الأسبوع على الأقل. على ضوء هذه المعطيات المقلقة وامكانية ادراج إسرائيل خلال سنوات معدودة على رأس قائمة الدول الأوربيّة الرائدة في مجال استهلاك الكحول، تمّ وضع خطّة وطنية لمكافحة إساءة استعمال الكحول. وعلى عكس خطط وبرامج أخرى والتي تقدّم حلول هامشيّة للمشاكل فإنّه عدا عن اشترك وزارة الأمن الداخلي والسلطة والوطنية لمكافحة المخدرات والكحول التي تخضع لمسؤوليتي فإنّ ديوان رئيس الوزراء وشرطة إسرائيل ووزارة التربية والتعليم ووزارة المالية ووزارة الرفاه والخدمات الاجتماعية وأيضًا السلطات المحليّة، كلّها مشتركة في هذا المجال. بهدف اجتثاث ظاهرة الطلب على الكحول والعرض في ساعات الاستهلاك الحرجة لدى أبناء الشبيبة – في الطريق إلى قضاء الوقت أو العودة منه، تمّ منع بيع المشروبات الكحولية بعد الساعة 23:00 وتوسيع صلاحيات أفراد الشرطة لمنع تناول المشروبات الكحولية في الأماكن العامة. بالتزامن مع ذلك تمّ الحدّ من اطلاق اعلانات عن المشروبات الكحولية. حيث تبرز استراتيجيّة الإعلام لأبناء الشبيبة ما دون سنّ 18، المخاطر التي يسبّبها تناول هذه المشروبات وتوصي بالامتناع عن تناولها.